منسقو الاستجابة: البطالة تتجاوز 88% شمال غرب سوريا و4.4 مليون بحاجة للمساعدات
أصدر فريق منسقو استجابة سوريا اليوم تقريراً يُحذر فيه من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غرب سوريا مع اقتراب فصل الشتاء.
ووفقاً للتقرير، فإن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية وصل إلى أكثر من 4.4 مليون شخص، حيث يشكل النازحون ضمن المخيمات نحو 80% من هذا العدد، وهؤلاء يعيشون في ظروف قاسية تتفاقم باستمرار بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية، إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل ملحوظ، مما أدى إلى وصول معدلات البطالة إلى مستويات قياسية تتجاوز 88%، وهو ما يجعل قدرتهم على مواجهة الشتاء شبه مستحيلة في ظل غياب تدخل عاجل.
وتشمل المخيمات المنتشرة في محافظة إدلب وريفها ومناطق ريف حلب الشمالي، بحسب التقرير، إلى أكثر من 471 مخيماً، يؤوي عشرات الآلاف من العائلات التي هربت من جحيم الحرب، ليجدوا أنفسهم في مواجهة تحديات أخرى تتعلق بنقص الخدمات الأساسية.
وذكر تقرير الفريق أنه أجرى استبياناً شمل أكثر من 67,494 نازحاً من مختلف الفئات العمرية، بمن فيهم النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كشف الاستبيان عن احتياجات ملحة ومتزايدة، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتركز هذه الاحتياجات حول توفير التدفئة والمياه واستبدال الخيام التالفة، بالإضافة إلى تأمين عوازل حرارية ومعدات إطفاء حرائق.
من بين أبرز الاحتياجات التي ظهرت في الاستبيان، كانت مواد التدفئة على رأس القائمة، حيث يعاني 98% من النازحين من نقص حاد في وسائل التدفئة، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لحياتهم، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية خلال الشتاء.
كما أشار التقرير إلى أن 94% من المشاركين إلى حاجتهم لزيادة كميات المياه المتاحة داخل المخيمات، حيث يعتبر الحصول على المياه النظيفة من التحديات اليومية التي يواجهها النازحون.
فيما يتعلق بالخيام، أكد التقرير أن 87% من النازحين قد تعرضت خيامهم للتلف بسبب العوامل الجوية المتقلبة، وهو ما يتطلب استبدالها بخيام جديدة مقاومة للعوامل المناخية، إذ أبدى 92% منهم عن الحاجة الماسة لتوفير عوازل حرارية داخل الخيام، للحفاظ على درجة حرارة ملائمة وحمايتهم من البرد القاسي الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأمراض، خصوصا بين الأطفال وكبار السن.
من جهة أخرى، أوضح التقرير أن العديد من النازحين يستخدمون مواد غير صالحة للتدفئة، ما يرفع من احتمال اندلاع الحرائق، مشدّداً على أن 83% من النازحين بحاجة ملحّة لتأمين معدات إطفاء الحرائق، للحفاظ على سلامتهم وتقليل المخاطر.
في هذا السياق، أطلق الفريق نداءً عاجلاً للمنظمات الإنسانية والجهات المانحة لتأمين التمويل اللازم لتلبية احتياجات القطاعات الأساسية في شمال غرب سوريا قبل حلول فصل الشتاء.
وقدّر الفريق إجمالي المبلغ المطلوب لتغطية هذه الاحتياجات بأكثر من 88 مليون دولار، موزعة على عدة قطاعات حيوية تشمل التعليم، الأمن الغذائي، الصحة، المياه والإصحاح، المأوى، والحماية.
من بين هذه القطاعات، يحتاج قطاع التعليم إلى 13 مليون دولار لتوفير بيئة تعليمية مناسبة للأطفال والشباب في المخيمات، الذين يعانون من نقص حاد في الموارد التعليمية، وأمّا قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، فيتطلب 24 مليون دولار لدعم توزيع المواد الغذائية وتأمين وسائل عيش للنازحين الذين يفتقرون إلى أي مصدر دخل ثابت.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج قطاع الصحة والتغذية إلى 11 مليون دولار لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للنازحين، خاصة مع ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة بين السكان.
وفيما يتعلق بقطاع المياه والإصحاح، فإنه بحاجة إلى 16 مليون دولار لتحسين شبكات الصرف الصحي وتأمين مياه الشرب النظيفة، كما يقدر الاحتياج في قطاع المأوى بـ 8 ملايين دولار لتوفير خيام جديدة وتحسين جودة الملاجئ الحالية، في حين يتطلب قطاع المواد غير الغذائية 5 ملايين دولار لتأمين الاحتياجات الأساسية مثل الأغطية والملابس الشتوية، وفقاً للتقرير.
وطالب الفريق جميع المنظمات الإنسانية والجهات المانحة بالتحرك العاجل لتلبية الاحتياجات الملحة للنازحين، خاصة مع اقتراب الشتاء، كما طالب بيان الفريق إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لتأمين حياة كريمة للفئات الأشد ضعفاً في شمال غرب سوريا، والعمل على إصلاح الأضرار السابقة وتجهيز المخيمات لمواجهة الظروف المناخية الصعبة.
