“النمر المتحول” سهيل الحسن بنسخته الثالثة … ومصير مجهول للنمر الأصلي
ظهر العقيد “سهيل الحسن” الملقب بالنمر أحد القادة العسكريين في جيش الأسد، بإصدار جديد هو الثالث من نسخة “النمر المتحول” والتي يعمل نظام الأسد على ترويجها عبر إعلامه، للمحافظة على بعض الروح المعنوية التي تنتاب جنوده بوجود النمر بينهم، كونه شخصية قيادية تتمتع بخبرة كبيرة في المعارك وشعبية كبيرة في أوساط المؤيدين لاسيما الطائفة العلوية، لوجوده دافع معنوي كبير أجبر نظام الأسد على اختلاق شخصيات ونسخ عديدة منه، تهرباً من الاعتراف بمصرع النمر وزوال الأسطورة التي طالما تغنى بها.
ثلاث نسخ أو شخصيات ظهرت خلال العامين الماضيين للعقيد “النمر” تختلف بشكل كبير عن النسخة الأساسية المعروفة لدى الكثير من السوريين، “سهل الحسن” أحد أبرز ضباط المخابرات السورية والإيرانية، منح صلاحيات كبيرة لا يمكن لأي من ضباط الطائفة العلوية ان يحصل عليها ولاسيما في الآونة الأخيرة حتى من قبل روسيا، ويعرف عنه الشدة والبأس في التعامل مع خصومه جعل منه النظام شبحا يراود أحلام الثوار حتى تجاوز بذلك المؤيدين فبدأوا ينظرون إليه على أنه المخلص الوحيد لهم، لم تكن هذه النظرة مشابهة للشخصيات الجديدة من النمر.
ظهرت النسخة الأولى لـ “النمر المتحول” في سهل الغاب بعد معارك جسر الشغور وتوجهه لقتال تنظيم الدولة في تدمر، والاخبار التي تحدثت عن مقتله، لظهر مع عناصره أثناء زيارته لعزاء مرافقه الشخصي علي الحجي، أثارت صور النمر الجديد تساؤلات كبيرة عن مدى صحة الأخبار عن مقتل النمر الأساسي واستبدال نظام الأسد بشخصية جديدة للمحافظة على معنويات جنوده وطائفته.
لوحظ تغير كبير لدى شخصية النمر الجديدة وشاع صيتها في النظريات التي أطلقها بطلاسم، عمل إعلاميو النظام على ترويجها قصداً لإظهار النمر على أنه لايزال موجوداً، منها نظرية العالم ونظريات اللاشعور وطلاسم عديدة، منهم من رأى انها محاولة لتشويه صورة ومسيرة هذا الضابط بشخصيات مبتدعة، كونه حقق شعبية كبيرة وصلت لمرحلة اعتباره بديلاً عن الأسد من قبل الموالين، فعمل على إزاحته وإظهاره بهذا المظهر.
عرف عن العقيد النمر اتباع سياسة الأرض المحروقة في محاربة الثوار ويمتلك صلاحيات كبيرة ووصف بأنه رجل إيران الأول في سوريا من بين ضباط المخابرات ومرشحهم لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الأسد كما أشارت بعض المصادر المسربة من داخل أقبية المخابرات الإيرانية، حظي باهتمام كبير من الضباط الروسي وقلدوه وسام البطولة.
لسهيل الحسن قوات مدربة بشكل كبير وعلى مستويات عالية تطيع الأوامر بشكل حرفي دون أي تراجع وتعدادهم أكثر من ألف مقاتل يرافقونه في جميع الحملات التي يقودها بالإضافة للمرتزقة الإيرانية وعناصر الشبيحة وله صلاحيات مطلقة على جميع المطارات العسكرية و أوامره تنفذ بشكل فوري، حيث سخرت له عدة مطارات تضم طائرات حربية ومروحية لخدمة عملياته اذ انه يقوم بقصف المنطقة بمئات الغارات من الصواريخ والبراميل قبل ان يتقدم بقواته البرية ويتبع تكتيكات حربية متطورة في الحرب.
ويبقى مصير “سهيل الحسن” حتى اليوم مجهولاً أراد نظام الأسد إخفاء مصيره عن جمهوره وطائفته العلوية، ترجح الروايات لمقتله قبل أكثر من عامين على يد تنظيم الدولة في معارك تدمر شرقي حمص، وترجح روايات أخرى أنه قتل بمعارك جسر الشغور بإدلب، فيما يتهم البعض نظام الأسد بتصفيته أو إخضاعه للإقامة الجبرية بعد أن علا صيته وذاع اسمه وغدا المخلص بنظر الطائفة العلوية والرجل البديل عن الأسد.