تصعيد روسيا والنظام على إدلب يتطلب موقفاً دولياً نوعياً
في ظل دعوات ونقاشات وجدالات حول الحل السياسي هنا وهناك، يسعى النظام بدعم روسي إلى فرض الواقع الذي يرغب به على الأرض من خلال سياسته الإجرامية المعتمدة على البراميل المتفجرة وصواريخ القتل وحملات التهجير والحصار.
ما تزال الحملة التصعيدية التي تنفذها طائرات الاحتلال الروسي ومروحيات النظام منذ نحو أسبوع على مدن وبلدات ريف إدلب مستمرة بالتزامن مع محاولات قوات النظام والميليشيات المساندة التقدم من الجهة الجنوبية.
هجمات اليوم الخميس (٢٨ كانون أول) أسفرت عن سقوط ١٨ شهيداً من المدنيين بحسب أرقام أولية، فيما خلفت الحملة منذ بدايتها عشرات من الشهداء بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى مئات الجرحى، جراء قصف روسي بالصواريخ وعشرات البراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام على قرى وبلدات الريف الشرقي والجنوبي لإدلب.
لقد كان إفشال المسار السياسي خياراً استراتيجياً للنظام وحلفائه منذ البداية، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتوقع أي تغيير في هذه الاستراتيجية، ما لم يتخذ موقفاً مختلفاً بشكل جذري ويمارس ضغوطاً حقيقية، ويبدأ بمقاربة الملف باستراتيجية جديدة، تتناسب مع حجم المسؤوليات الملقاة عليه، وطبيعة الوقائع المستجدة.
إن عجز المجتمع الدولي عن إنقاذ المدنيين وفشله في حفظ السلم والأمن في سورية، واكتفاؤه بمراقبة وقائع الجريمة تلو الأخرى، يجعله في موضع المساءلة، كما يمثل موافقة ضمنية على الحملة التصعيدية الجارية حالياً، وكل ما سيترتب عليها من نتائج تجاه الحل السياسي.