استدارة أمريكية في سوريا تجاه روسيا وميليشيات إيران
بعد سلسلة من التهديدات والتحذيرات التي أطلقها مؤخراً التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وترجمها عبر شن ثلاث ضربات جوية استهدفت أرتالاً لقوات الأسد وميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبها بإشراف إيراني في البادية السورية، خرجت واشنطن لتقلل من أهمية وصول ميليشيات إيران إلى الحدود السورية العراقية.
البنتاغون على علم بـ “الممر الإيراني”
ونقلت وكالة الأناضول، الإثنين، عن مصدر رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية، قوله إن “البنتاغون على إطلاع تام بوصول قوات مدعومة إيرانياً إلى الحدود السورية العراقية، وفتحها ممراً مع الحدود العراقية”.
وأوضح المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن ميليشيات مدعومة من إيران وصلت إلى حدود البلدين من مناطق سيطرة قوات الجيش السوري الحر، المدعومة أمريكياً.
وأردف “نحن على علم بوصول قوات موالية للنظام السوري إلى حدود سوريا – العراق، وفتحهم معبراً بين النظام والعراق”، في إشارة لـ”الممر الإيراني”.
ضوء أخضر أمريكي
وتابع المصدر بوزارة الدفاع الأمريكية: “يمكن لقوات النظام وحلفائه تنفيذ عمليات في أي مكان بسوريا، ما لم تشكل تهديداً علينا وعلى القوات التي ندربها في معسكر التنف (قرب الحدود السورية العراقية) ضد تنظيم (الدولة)”.
وشدد على أن “فتح القوات الموالية للنظام المدعومة من إيران، ممر بين الحدود السورية العراقية لا يشكل مصدر قلق لوزارة الدفاع الأمريكية في الوقت الراهن”، مستدركاً بالقول “إيران لها تأثير من شأنه عدم الاستقرار في المنطقة”.
وأشار المصدر بوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن بلاده لا تسعى للاحتفاظ بموطئ قدم لها في المنطقة، وأن الولايات المتحدة لا تنفذ عمليات من أجل كسب قطعة أرض في المنطقة.
سليماني وصل أيضاً إلى الحدود
يأتي ذلك، بعد ساعات من تأكيد وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، وصول قاسم سليماني، زعيم ميليشيا “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، برفقة مرتزقة من “لواء فاطميون” الأفغاني، إلى الحدود السورية العراقية، قادمين من البادية السورية.
قطع الطريق على الجيش الحر
وكانت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية قد أعلنت السبت الماضي عن سيطرتها على مساحات في الشريط الحدودي مع العراق، شمال شرق معبر التنف، وبذلك تكون الميليشيات قد قطعت الطريق أمام مساعي الجيش الحر المدعوم من قبل التحالف الدولي بالتقدم نحو الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.
وصول ميليشيات إيران إلى الحدود السورية العراقية، يأتي رغم أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وجه عشرات التحذيرات في الأيام الماضية وترجمتها عبر شن ثلاث ضربات جوية استهدفت أرتالاً لقوات الأسد وميليشيات شيعية تقاتل إلى جانبها بإشراف إيراني بعدما اقتربت من التنف التي يمر عبرها الطريق الدولي دمشق- بغداد.
نقلاب بالرؤية الأمريكية تجاه روسيا في سوريا
تقليل البنتاغون من أهمية وصول ميليشيات إيران إلى الحدود السورية العراقية، يأتي بعد أيام من اعتبار المتحدث باسم البنتاغون “جيف ديفيس بأن “روسيا كانت مفيدة جداً في سوريا، والهدوء الذي نشهده اليوم يعود بشكل كبير إلى تدخلاتها”، وفق قوله، وذلك بعد سلسلة من الانتقادات الشديدة التي كانت توجهها الولايات المتحدة إلى تحركات روسيا في سوريا.