باريس وواشنطن تعدّان مبادرة حول سوريا وترامب يكشف عن هدنة ثانية بعد درعا
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أنه طلب هو والرئيس الأميركي دونالد ترامب من دبلوماسيين إعداد مبادرة ملموسة في الأسابيع القادمة بشأن مستقبل سوريا، في حين كشف ترامب عن وجود خطة للوصول إلى وقف ثانٍ لإطلاق النار في منطقة بالغة الصعوبة بسوريا.
ووصل الرئيس الأميركي إلى باريس في مستهل زيارة تستغرق يومين، يشارك فيها نظيرَه الفرنسي احتفالات بلاده بالعيد الوطني الذي يوافق اليوم الجمعة، ويحيي ذكرى مرور مئة عام على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى.
خريطة طريق لفترة ما بعد الحرب في سوريا
وقال “ماكرون” وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب في قصر الإليزيه، إنه “بالنسبة للموقف في العراق وسوريا اتفقنا على مواصلة العمل معا، خاصة فيما يتعلق بصياغة خريطة طريق لفترة ما بعد الحرب”.
وقال ماكرون “طلبنا من دبلوماسيينا العمل في هذا الاتجاه حتى يتسنى تقديم مبادرة ملموسة في الأسابيع القليلة القادمة للدول الخمس للتعامل معها”.
وأوضح أن المبادرة السياسية المشتركة تتألف من مجموعة اتصال تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدداً من دول المنطقة وممثلين عن النظام السوري.
الموقف الفرنسي في سوريا تغير ورحيل بشار الأسد “ليس شرطاً”
وجدد ماركون موقف بلاده الجديد في سوريا، وقال إن “الموقف الفرنسي في شأن سوريا تغير، والهدف الرئيسي هو اقتلاع كل المجموعات الإرهابية من دون أن يكون رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقاً”، معتبراً أن باريس أغلقت سفارتها في دمشق منذ سبع سنوات من دون أن يحقق ذلك أي جدوى.
وشدد الرئيس الفرنسي على خطوط بلاده الحمراء في سوريا، وفي طليعتها استخدام أسلحة كيماوية، مهدداً بأن الرد سيكون مباشراً.
وقف ثانٍ لإطلاق النار في منطقة بالغة الصعوبة في سوريا
من جهته، أشاد الرئيس الأمريكي بإعلان وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، وقال “عبر إجراء حوار استطعنا أن نرسي وقفا لإطلاق النار سيستمر بعض الوقت، وبصراحة نحن نعمل على وقف ثانٍ لإطلاق النار في منطقة بالغة الصعوبة في سوريا.. وإذا نجحنا في ذلك فستفاجؤون بألا نيران تُطلق في سوريا، وهذا سيكون رائعا”.
وأشار ترامب إلى أنه بحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز الأمن، وحث قوات التحالف التي تقاتل تنظيم الدولة على ضمان أن تظل الموصل مدينة محررة.
وأضاف الرئيس الأمريكي “اليوم نواجه تهديدات جديدة من أنظمة مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران وسوريا ومن الحكومات التي تمولها وتدعمها”، مضيفاً “نحن نواجه أيضا تهديدات خطيرة من منظمات إرهابية، ونجدد عزمنا على الوقوف متحدين ضد أعداء الإنسانية وتجريدهم من أراضيهم وأموالهم وشبكاتهم والدعم الفكري الذي يحظون به”.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، قد بدأ منتصف نهار الأحد الماضي بالتوقيت المحلي، ويشمل محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، حيث أُعلن عن هذا الاتفاق يوم الجمعة، بعد اجتماع عُقد في مدينة هامبورغ الألمانية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة “مجموعة العشرين”.
هذا ولم تنشر الدول الراعية للاتفاق بعد خريطة رسمية توضح حدود المناطق المشمولة باتفاق خفض التصعيد جنوب سوريا، إلا أن المناطق المحررة في محافظتي درعا والقنيطرة شهدت هدوءاً نسبياً، تخلله خروقات محدودة، بواقع 30 خرقاً وفق تأكيد مكتب توثيق خروقات الهدنة في جنوب سوريا، تمثلت بقصف بقذائف الهاون والأسطوانات المتفجرة وراجمات الصواريخ.