تركيا: ما يجري في سوريا يخص أمننا القومي
جددت تركيا، اليوم الأربعاء، تلويحها بشن عملية عسكرية لطرد ميليشيا الوحدات الكردية من منطقة عفرين بشمال غرب سوريا، مؤكدة جاهزيتها لكل السيناريوهات.
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، “بكر بوزداغ”، الثلاثاء، إن بلاده لن تسمح أبدا بإقامة ممر إرهابي في المنطقة ولن تغض الطرف عن فرض أمر واقع.
“بوزداغ” ورداً على سؤال حول تقارير إعلامية تحدثت عن استعداد القوات المسلحة التركية لشن عملية في مدينة عفرين السورية، التي تسيطر عليها ميليشيا “الوحدات” الكردية، أكد أن “كل ما يجري في سوريا يخص بشكل مباشر الأمن القومي التركي”.
وأشار إلى أن “حزب العمال الكردستاني” و”حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي في سوريا كلاهما إرهابيان، بالنسبة لتركيا.
وشدد المسؤول التركي على أن “تركيا جاهزة لجميع السيناريوهات، في حال تهديد أمنها القومي، مشيراً إلى ميليشيا “الوحدات” التي تعتبر الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي متواجدة في عفرين، ومنها تشن هجمات استفزازية ضد تركيا، وقمنا بالرد بالمثل في كل مرة ولن نتوانى عن مواصلة ذلك مستقبلاً”.
وفي الآونة الأخيرة، أرسل الجيش التركي، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الحدودية المتاخمة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، التي تسيطر عليها ميليشيا “الوحدات” الكردية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع، “فكري إيشيق” قد توعدا قبل نحو شهر بشن هجوم ضد ميليشيا “الوحدات” الكردية في مدينة عفرين، التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، والمصنف على قائمة الإرهاب.
يشار أن وسائل إعلام تركية، كشفت خلال الأسابيع الماضية بأن حوالي 20 ألف مقاتل من الجيش السوري الحر سيشاركون في عملية عسكرية تركية في منطقة عفرين بشمال سوريا، وذلك بعد أن أكملت أنقرة التحضيرات اللازمة للعملية التي ستستغرق مدة 70 يوما، حيث من المخطط له، قبل كل شيء، الاستيلاء على مدينة تل رفعت، وقاعدة منغ الجوية العسكرية اللتين تسيطر عليهما الوحدات الكردية.
وكانت صحيفة “قرار” التركية، قد كشفت مؤخراً، عن بدء العد التنازلي لانطلاق عملية جديدة ينفذها الجيش التركي في شمال سوريا، وتحمل اسم “سيف الفرات”، والتي ستستهدف مواقع ميليشيا “الوحدات” الكردية الجناح السوري لحزب “العمال الكردستاني” المصنف على قائمة أنقرة كتنظيم إرهابي.
والجدير بالذكر، أن ما تسمى “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) التي تشكل ميليشيا “الوحدات” الكردية عمودها الفقري، حذّرت من مواجهة عسكرية “قوية ومفتوحة”، في حال شن الجيش التركي عملية عسكرية على منطقة عفرين، معتبرة أن “هجوم الجيش التركي على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية يضر كثيراً بمعركتها لإجبار تنظيم الدولة على الانسحاب من مدينة الرقة، من خلال إبعاد مقاتلي القوات عن الخطوط الأمامية بالمدينة، متوعداً في الوقت نفسه “بمواجهات مفتوحة وقوية مع القوات التركية”.