حوار خاص مع عضو اللجنة الدستورية “عبد المجيد بركات” وتوقعاته بشأن المرحلة المقبلة
بدت مفاوضات اللجنة الدستورية في مقر الأمم المتحدة بجنيف بين وفدي المعارضة السورية ونظام الأسد وكأنها تتجه نحو إعلان الفشل خصوصا مع استقالة عضو وفد المعارضة عوض العلي عقب انتهاء الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية يوم الجمعة الماضي.
ووصف العلي في بيان أعمال اللجنة بـ”العبثية” معربا عن خيبة أمله في إيجاد حل سياسي للقضية السورية” لأن وفد النظام السوري “لم يبادر طيلة فترة انعقاد اللجنة بأي خطوة في هذا المسار”.
وكالة “ثقة” حاورت عبد المجيد بركات عضو اللجنة الدستورية حول هذا الملف ووجهت له الأسئلة التالية:
– هل تتوقع مزيدا من الانسحابات في صفوف اللجنة الدستورية?
– معظم مكونات اللجنة الدستورية وحتى المستقلين تعود إلى هيئة التفاوض وتؤمن بالعملية السياسية بشكل كامل وتؤمن بالتراتبية في اتخاذ القرار حول الانسحاب من عدمه وهذا القرار يعود إلى مكونات هيئة التفاوض التي رشحت أسماء أعضائها إلى اللجنة الدستورية والانسحاب يشكل عائقاً أمام إعادة ترتيب البيت الداخلي لهيئة التفاوض وللمعارضة
ولا أعتقد أنه سيكون هناك مزيد من الانسحابات بشكل عام.
– ماهو المستقبل المنظور لمباحثات اللجنة الدستورية وفقا لرؤيتك؟
– باﻷمس أنهينا الجولة الخامسة من عمل اللجنة الدستورية دون حل أو إحراز أي تقدم بسبب تعطيل النظام السوري فهو يعتمد طريقة “التعطيل اﻹيجابي” من خلال النقاش حول مبادئ الدستور العامة والثوابت الوطنية دون العمل على تنفيذ هذه المبادئ ويتذرع بالحاجة إلى جلسات نقاش طويلة و”عصف ذهني” للممطالة وقد قال أحد أعضاء وفد النظام سابقاً إنه غير مكلف بإعداد دستور جديد وإنما فقط بالحديث عنه.
– هل تحمل النظام السوري وحده مسؤولية فشل المباحثات? وكيف تقيم دور المبعوث الأممي?
– نحن غير متفائلين بعمل اللجنة الدستورية دون إيجاد عوامل أخرى كالضغط الدولي على النظام السوري وهو ما يغيب عن الواقع حتى اليوم.
النظام السوري يتحمل الجزء اﻷكبر من أسباب فشل اللجنة الدستورية ولكنه ليس وحده من يتحمل ذلك فروسيا الداعم اﻷكبر له وأحد رعاة العملية السياسية لم تقم بأي ضغط عليه لتحقيق التقدم وهو يستفيد من ذلك لتحقيق تقدم عسكري بما ينعكس على موقفه السياسي إضافة إلى عدم وجود إرادة دولية حقيقية.
ومن العوامل السلبية أيضاً مبدأ العمل في اللجنة الدستورية فهو غير واضح وغير منتج يعتمد على الدخول في نقاشات طويلة دون جدول زمني ودون انعقاد بشكل دائم ويجب تغيير قواعد العمل داخل اللجنة الدستورية.
دي مستورا يحاول استرضاء النظام السوري بهدف جره إلى العملية السياسية واﻷخير يدرك ذلك ويقوم بالعديد من التجاوزات الدستورية ولايزال بيدرسون إلى اﻵن يحاول احتواء النظام وهو ما نجده غير مقبول فيجب عليه أن يكون واضحا في تحديد مسؤولية النظام السوري عن فشل المسار وهو ما نتوقعه في إحاطته المقبلة أمام مجلس اﻷمن التي سيقدمها في التاسع من الشهر الجاري.
– هل انتهى المسار السياسي؟
المسار السياسي طويل واللجنة الدستورية جزء منه وإمكانية فتح السلال اﻷخرى الثلاثة ما تزال ممكنة والمعارضة تضغط بهذا الاتجاه ونحن منذ البداية تحدثنا عن السلة اﻷولى وهي الانتقال السياسي ونحاول الضغط بهذا الاتجاه لكن النظام السوري يحاول استغلال التباين بين الدول الداعمة للثورة السورية في العملية السياسية وأيضا في الميدان وعلى المعارضة استغلال الوقت في ترتيب البيت الداخلي والقيام بعدة استحقاقات مطلوبة منها.