داعش ينتقد مقتل السنوار ويصفه بالمنقصة (بيان)
في العدد 466 من “النبأ”، أصدرت داعش افتتاحية تنتقد فيها ما وصفته بالاحتفاء غير المبرر بظروف مقتل يحيى السنوار، القيادي في حماس.
ووجهت داعش الانتقادات لأتباع حماس، مشيرة إلى أن الطريقة التي قتل فيها السنوار تُظهر تناقضًا في المعايير والرموز التي يستخدمها هؤلاء لوصف القتال والموت، وتتهمهم بتقديس غير مبرر للقادة على أسس لا تتوافق مع مفاهيم العقيدة التي يدعونها.
وعنونت داعش العدد بـ “الرجل يقاتل شجاعة”، وافتتحتها بالإشارة إلى نصوص السنة النبوية التي تحذر من القتال بدوافع قومية أو وطنية، دون أن يكون الهدف إعلاء كلمة الله.
واعتبرت داعش أن العديد من قادة حركات التحرر اليوم يقاتلون بدافع الوطنية وحماية أراضيهم، ما يجعل نواياهم غير مقبولة شرعاً حسب المفهوم الذي تقدمه داعش، ووصفت هذا النوع من القتال بأنه لا يخدم الدين الإسلامي الحقيقي.
وانتقلت الافتتاحية لتسليط الضوء على مقتل يحيى السنوار ووصفت مكان مقتله تحت الأرض وكأنه يشكل منقصة له، مع تعجبها من الاحتفاء العارم بمقتله بهذه الطريقة.
واعتبرت أن مقتل القادة وسط الأنفاق أو تحت الأرض لا يمثل شجاعة حقيقية، مشيرة إلى أن قادة حماس على ما يبدو يعتقدون أن السنوار قتل بطريقة رمزية وشجاعة، على الرغم من أن عدداً من الجنود والمقاتلين من نفس الفصيل قتلوا بطرق مشابهة.
وطرحت داعش تساؤلاً إذا ما كان الاحتفاء بمقتل السنوار على هذا النحو يتناقض مع مواقفهم السابقة تجاه قادة آخرين قتلوا في ظروف مختلفة، حيث ترى داعش أن هذا التفاوت في وصف القتلى بناءً على مكان وظروف وفاتهم يدل على تناقض داخلي بين أتباع حماس في مفهوم الشجاعة والاستشهاد.
كما انتقدت الافتتاحية ما أسمته بـ”فقه الترند”، متهمة بعض العلماء والدعاة بالتنازل عن أحكامهم السابقة إرضاءً للرأي العام والجماهير، مؤكدة أن العديد من هؤلاء الدعاة قد غيروا مواقفهم من السنوار بعد مقتله، برغم أنهم اعتبروه ضالاً ومنحرفاً خلال حياته، واعتبرت أن هذا التحول، يعكس توجهاً نحو التأثر برغبات الناس والمشاعر الجماهيرية بعيداً عن مقاييس العقيدة.
وأشارت الافتتاحية كذلك إلى معايير الولاء والبراء كأحد أركان العقيدة، معتبرة أن تعاطف حماس مع الشيعة وتحالفها مع إيران وحزب الله هو انحراف واضح عن هذه المعايير.
ووجهت اتهامات مباشرة لحماس بأنها تخلت عن أصول العقيدة وتحالفت مع الرافضة، مما يوقعها في تناقضات دينية تستنكرها داعش بشدة.
من جانب آخر، استعرضت الافتتاحية مفهوم الشجاعة ومدى ارتباطها بالعقيدة الصحيحة، معتبرة أن الشجاعة وحدها ليست كافية إن لم يكن صاحبها على عقيدة التوحيد الصافية.
واعتبرت داعش أن احتفاء حماس بصفات الشجاعة لدى السنوار على الرغم من انحرافه العقائدي، حسب زعمهم، يعكس تزييفاً للحقائق الشرعية وتقديمها بما يتناسب مع الأهواء العامة، مشبهةً هذه الحالة بالتقديس غير المشروع لدى بعض الطرق الصوفية والشيعية.
وخلص العدد الجديد إلى أن القتال في سبيل الله يتطلب تصحيح العقيدة، معتبرة أن من يقاتل تحت رايات وطنية أو قومية لا يمكن أن يحسب ضمن من يجاهدون في سبيل الله.
وطالبت داعش بالعودة إلى الأصول العقائدية الصافية التي تسير على نهج النبوة والسنة، رافضةً بشدة مظاهر الانحراف العقائدي والتأويلات التي تراها غير مستندة إلى الشرع.