مستقبل اقتصادي مرعب في انتظار الشمال السوري.. والفقر يهدد حتى اﻷغنياء
يعيش المواطن السوري في شمال البلاد حالة غير مسبوقة من الضغط المالي والاقتصادي تزداد درجتها يوماً بعد يوم نتيجة النزوح الكبير وانعزال المنطقة باستثناء المعابر مع تركيا وربما مع نظام اﻷسد وعدم وجود موارد واستنزاف سنوات الحرب لرؤوس اﻷموال والصناعات والتجارة والزراعة، واستمرار مفاعيل انقطاع المحروقات الواردة من الشرق واضطرار سكان المنطقة إلى شرائها بأسعار عالمية.
وشكل اقتلاع مايزيد على مليون نسمة من أراضيهم ومنازلهم بشكل “مفاجئ” كارثة كبيرة على أهالي المنطقة الممتدة من ريف حماة الشمالي حتى ريف حلب الغربي مروراً بالشطر الشرقي والجنوبي من إدلب، إذ تعد هذه المنطقة زراعية بامتياز كما تضم نسبة كبيرة من أصحاب رؤوس اﻷموال والتجار والصناعيين.
يروي “سالم ع” لوكالة “ثقة” وهو تاجر أدوات منزلية من ريف إدلب كيف كانت أيام النزوح أشبه بالكابوس الذي مايزال مستمراً حتى اليوم؛ فرغم امتلاكه سابقاً لرأسمال يزيد على 70 ألف دولار أمريكي إلا أنه بات يخشى الفقر ويشعر بتهديد حقيقي لوضعه المالي.
نزح سالم باتجاه “المجهول” مع اقتراب الميليشيات الروسية بشكل كبير تجاه مدينته “معرة النعمان” منذ نحو عام وقام بتأمين أفراد أسرته مع قسم من بضائعه في مستودع غربي مدينة إدلب بينما اتجه شمالاً ليبحث عن أماكن ﻹيواء المزيد من اﻷغراض، وتحت ضغط الحاجة للمكان قَبِل باستجار مستودعات أحدها بـ150 دولار أمريكي شهرياً في مكان منعزل وغير آمن ليعود بعد أيام ويجد أن بضائع تقدر قيمتها بنحو 5000$ قد سرقت دون أن يجد لها أثراً، فضلاً عن 25 ألف دولار أخرى انفقها على بناء منزل جديد قبل نزوحه ليتركه بكل مافيه من تجهيزات وتستولي عليه الميليشيات، تضاف إلى بضائع وتجهيزات لا يتمكن من حصرها خرج دون أن يستطيع نقلها.
ويرى الخبير الاقتصادي “خالد تركاوي” أن المشكلة الرئيسية في الشمال الغربي السوري حالياً هي عدم الاستقرار، فالمنطقة فيها موارد زراعية، وموارد بشرية ورؤوس أموال صغيرة بمعنى أنه يمكن أن يتم انتاج سلع زراعية وتعزيز القيم المضافة لها من خلال صناعات غذائية بسيطة، وفي حال حصل الاستقرار فإن الأمور يمكن أن تتحسن.
أما الخبير الاقتصادي يوسف شعبو فيرى أن مستقبل شمال غرب سوريا عموماً مرهون بمستقبل سوريا ككل، خاصة أنها خاضعة للتجاذبات السياسية والعسكرية، لكن “المستقبل الاقتصادي للمنطقة مخيف ومرعب” نظراً لأنها معتمدة على المساعدات اﻷممية بالكامل وفي حال توقفها فستحدث هناك مجاعة وقد “تنبأت اﻷمم المتحدة في تقرير مبني على دلائل بمجاعة مقبلة في سوريا كلها”.
ويتسائل الناس هنا حول دور حكومتي اﻹنقاذ والسورية المؤقتة