أول ردّ رسمي من روسيا على دعوة بيدرسون بخصوص مقاربة جديدة للحل السياسي بسوريا
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح له اليوم الأربعاء أن التسوية في سوريا تتمحور حول عمل اللجنة الدستورية وبشرط تمسك كل الأطراف بالقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي مشككا في التزام الدول الغربية بذلك.
وكان بيدرسون قد تقدم خلال الأسبوع الجاري بطرح يتضمن إشراك أطراف دولية جديدة في تسوية الملف السوري منها الولايات المتحدة وتركيا وإيران ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا ودول عربية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقد في موسكو عقب محادثاته مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي إنه لا يملك أدلة على أن أطراف “المجموعة المصغرة” التي يريد بيدرسن إشراكها في عملية التسوية متمسكة بالمبادئ نفسها التي تدعو إليها موسكو مشيرا إلى أن خطوات الدول الغربية، وتحديدا الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا “تظهر أنها لا تعتبر المبادئ المذكورة مناسبة لها”.
ودعا الوزير الروسي المبعوث الدولي إلى عرض مقترحاته بشكل نظري مضيفا: “يبدو أنه ينبغي هنا توضيح ما هو الأساس الذي يريد السيد بيدرسن أن يختبر عليه فعالية هذه الصيغة الجديدة”.
واعتبر أن المراد من اقتراحات بيدرسن هو جمع أطراف “مسار أستانا” و”المجموعة المصغرة” حول سوريا، والتي تشارك فيها أبرز الدول الغربية وثلاث دول عربية موضحا أن بلاده مستعدة “للبحث ضمن أي صيغة عن سبل تهيئة الظروف الخارجية التي ستسمح للسوريين أنفسهم بتقرير مصيرهم بناء على قرار 2254 (لمجلس الأمن)”.
وأشار لافروف إلى ما أسماه “تمسك صيغة أستانا (روسيا، تركيا، إيران) بمبادئ هذا القرار، بما فيها حتمية منح السوريين إمكانية التوصل إلى اتفاق فيما بينهم، بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤونهم، وضرورة منع أي محاولات لوضع سلامة سوريا الإقليمية موضع الخطر والتساهل مع نزعات انفصالية”.
كما أشار لافروف إلى أن “روسيا وإسرائيل متفقتان حول ضرورة تسوية الوضع في سوريا بطرق سياسية في ظل دعم سيادتها وسلامتها الإقليمية” مضيفا أنه أطلع نظيره الإسرائيلي على الجهود التي تبذلها روسيا ضمن إطار صيغة أستانا وعبر قنوات أخرى من أجل تسوية القضية السورية.
وتحدث عن مؤشرات على إمكانية تحقيق تقدم خلال الجلسة السادسة للجنة الصياغة التابعة للجنة الدستورية السورية حيث أن “تبادل الآراء الجاري حاليا بين مختلف الفرق المشاركة في عمل اللجنة الدستورية، من شأنه أن يهيء ظروفا مواتية لجعل المناقشات مثمرة أكثر من تلك التي شهدتها الجولات السابقة”.
يذكر أن الكرملن ردّ أمس على الدعوات الغربية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا معتبرا أن مسار اللجنة الدستورية هو المسار الوحيد المناسب ووصف بشار الأسد بأنه “الرئيس الشرعي لسوريا”.