تبادل الاتهامات بين القيادات والحركة تتبرأ من 6 قيادات. ماذا يجري داخل ”أحرار الشام”؟
تبادل الاتهامات بين القيادات والحركة تتبرأ من 6 قيادات. ماذا يجري داخل ”أحرار الشام”؟
وكالة ثقة
عادت ”حركة أحرار الشام” إلى واجهة الأحداث مجدداً، هذه المرة من خلال الخلافات الداخلية -الجديدة القديمة- التي خرجت للعلن خلال الساعات القليلة الماضية، والتي يعود سببها الرئيسي إلى العلاقة مع ”هيئة تحرير الشام” والعمل معها، حيث أعلنت الحركة تبرؤها من ستة قياديين سابقين بصفوفها، ثلاثة منهم تولوا قيادة الحركة خلال السنوات الماضية،
وأعلنت الحركة في بيان نشرته على معرفاتها الرسمية، أن كلاً من جابر علي باشا، (القائد السابق للحركة) وعلي العمر (أيضاً سبق له أن قاد الحركة)، ومهند المصري، الملقب بـ”أبي يحيى الحموي” (ثاني شخص يتولى قيادة الحركة بعد اغتيال قائدها السابق ومؤسسها حسان عبود)، ومحمد ربيع الصفدي (أبو موسى كناكري)، وأبو حيدرة الرقة، وخالد أبو أنس (أبو أنس سراقب)، ليس لهم أي توصيف وظيفي في الحركة ولا تربطهم أي صلةٍ تنظيمية بها، لافتة أن مواقف الشخصيات المذكورة تعبر عن آرائها الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة.
وجاء بيان الحركة عقب بيان نشره القائد السابق في الحركة “علي العمر” على تويتر، جاء فيه، “كنت قد صغت بياناً أُعلن فيه تركي حركة أحرار الشام -بشكلها الحالي- بعد أن ارتضت (قيادتها الانقلابية الحالية) أن تكون أداة بيد البغاة، وبعد أن قفزت على كل الأسس التي بُنيت عليها الحركة، وخالفت الشرع جهاراً في أكثر من موطن، وسأنشر البيان في القريب العاجل إن شاء الله تعالى”.
وبالتزامن مع نشر “أحرار الشام” للبيان، حول القادة الستة السابقين في الحركة، نشر قائد الحركة “عامر الشيخ” توضيحاً داخلياً، قال فيه إن الحركة وقعت في “فترات ماضية ضحية اجتهادات خاطئة في قرارات اتخذتها قياداتها السابقة أدت لإدخالها في صراعات أسفرت عن تقلص نفوذ الحركة وتأثيرها وفعاليتها، ودفع جنودها ثمن ذلك في كل مرة”.
واتهم قائد الحركة القيادات السابقة بالاستمرار بـ”حملات التشويه والتحريض إعلامياً وداخلياً وحتى خارجياً”، كما أنهم لم يتوقفوا عن محاولاتهم زعزعةَ الحركة والتشويش عليها ودفعها نحو تكرار تجارب فاشلة طالما دفع جنود الحركة ثمنها”، مضيفاً أن هذه القيادات رتبت منذ استلامه القيادة مع جهات عديدة لشق صف الجماعة وخروج مجاميع منها إلى الجبهة الشامية.
كما وجه “الشيخ”، اتهامات لهؤلاء القادة بالترتيب لـ”مخطط دنيء”، قائلاً، “وكان آخر ما فعلوه منذ فترة قريبة حيث دفعوا ببعض الشخصيات والمجموعات أن تعلق عملها ضمن الحركة ووعدوهم غروراً ببعض الوعود الواهمة ورتبوا لذلك مخططاً دنيئاً لن أسهب في ذكره، ولأن الله قدر حصول أحداث أعظم فقد حيل بينهم وبين ما يشتهون وباؤوا بالخيبة والفشل”.
ووفق وصف “الشيخ”، فإن “الإرادات السيئة والقراءات الخاطئة والمراهنات الخاسرة كانت دوماً سبباً في خسارة الحركة وجنودها وتراجع دورها وانحسار قوتها مرة بعد مرة”، مضيفاً أن الحركة “باتت اليوم أكثر وعياً ويقظةً من أن تُدفع من أي جهة داخلية أو خارجية نحو دوامة صراعات الاستنزاف الخاسرة، ولم يعد التحريض العاطفي المُبتذل مؤثراً على قراراتها”.
من جانبه، أصدر القائد السابق للحركة جابر علي باشا، بياناً قال فيه، إن ”حركة أحرار الشام قامت على جملة من المبادئ والأسس التي خطها القادة الشهداء بمدادهم ودمائهم، وضحى في سبيلها ودفع دمه عشرة آلاف شهيد، ومن أبرزها نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، نصرة المبغيّ عليه في وجه الباغي أياً يكن، ولقد ظلت الحركة وفية لهذه المبادئ ثابتة عليها ودفعت في سبيل ذلك أثماناً باهظة حتى حصول الانقلاب الأخير على قيادتها على أيدي أتباع الجولاني وخدمه”، في إشارة إلى وصول عامر الشيخ إلى قيادة الحركة.
واعتبر “علي باشا” أن القيادة الحالية ”صورية”، و”حادت عن الطريق، وتنكبت المبادئ التي أُسست لها الحركة وتحولت إلى بيدق في يد الظالم، وعنصر تابع في حلف البغي والفساد، تقاتل في صف الباغي، وتسفك دم الفصائل الثورية، وتناصر فصائل الفساد والإجرام”.
وحول اتهام القيادة السابقة بإدخال الحركة في صراعات أدت إلى خسارة نفوذها وتراجع دورها، قال علي باشا إن ذلك ”كذب صريح وتزوير الوقائع يربأ به طفل صغير”، مضيفاً: ”إن القاصي والداني يعلم أن الجولاني هو من بغى على الحركة أكثر من مرة، وأن الحركة في قتالها له كانت إما معتدى عليها أو واقفة في صف المبغي عليه نصرة له، وما ضرب هيئة تحرير الشام للحركة إلا حلقة في سلسلة البغي التي بدأتها وطالت أكثر من عشرين فصيلاً، فكيف يُدعى أن قيادة الحركة السابقة هي المتسببة في الصراعات القديمة؟”.
وأضاف، ”إن مَن يقرأ هذا الافتراء لن يعجب بعد ذلك كيف زورت الوقائع التاريخية وقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، إلا إذا كان هدف قيادة الحركة من هذا الكلام التزلف إلى سيدهم وولي نعمتهم على حساب التاريخ، ودماء أبناء الحركة، والثورة، ولا تعقيب إذا كان الأمر كذلك”.
كما اعتبر أن ”مَن يزور وقائع التاريخ ويكذب جهاراً نهاراً قبل أيام في ادعائه استلام المقرات من هيئة تحرير الشام في عفرين، وهو يعلم أنه يكذب على ثورة وتاريخ ودماء ومستقبل بلد، ويعلم أن ما ادعاه ليس له مصداقية على أرض الواقع لا يستغرب منه البتة أن يكذب على تاريخ الحركة وقياداتها”.
وأعاد علي باشا التأكيد على أن قيادة الحركة ”صورية ويشهد القاصي والداني أن المتحكم بقرارها هو الجولاني عن طريق حسن صوفان، وأن القائد الحالي هو صورة لا يملك من قراره شيئاً، وقد سلم قرار الحركة منذ تعيينه للفريق الانقلابي المدعوم من الهيئة، وتحولت الحركة في عهده إلى أداة بيد الهيئة، وقد ظهر ما كان مخفياً سابقاً للعلن، باشتراك الحركة في البغي، وسفكها دم الفصائل الثورية”.
وبخصوص اتهام الشيخ القيادات السابقة بدفع مجموعات لتعليق عملها، قال جابر باشا، ”هذا كذب واضح، وبهتان صريح وشماعة تعلق عليها ما تسمى القيادة فشلها في كل مرة، وإن الذي دفع أبناء الحركة إلى تعليق عملهم ما رأوه من خيانة القيادة الحالية، وتحولها إلى أداة في يد هيئة تحرير الشام، وانحراف هذه القيادة عن مبادئ الحركة، وثوابت القادة الشهداء، فأبناء الحركة عقلاء لا يرضون أن يسلموا رقبتهم وقرارهم لمن سفك دماء إخوانهم ودماء أبناء الثورة، ولم تجد القيادة الحالية سبيلاً لتبرير فشلها في إقناع أبناء الحركة في حلفها مع هيئة تحرير الشام إلا شماعة القيادة السابقة، فعلقوا ذلك عليه”.
وخلال الفترة الماضية شهدت ”حركة أحرار الشام” تصدُّعات كبيرة، وانشقاق القوة الضاربة فيها بسبب ارتباطها بـ”هيئة تحرير الشام” منذ تولي الشيخ دفة القيادة قبل نحو عامين بدعم من ”تحرير الشام”.
حيث كشف موقع “تلفزيون سوريا” في التاسع من تشرين الأول الماضي أن كتلة “لواء الإيمان” علّقت عملها داخل حركة أحرار الشام، على خلفية عدة خلافات مع قيادتها الحالية المتمثلة بقائدها العام عامر الشيخ، أبرزها الخلاف على الخطوات الأخيرة التي قامت بها قيادة الحركة بتطبيع العلاقات بشكل كبير مع هيئة تحرير الشام، مع وجود معلومات غير مؤكدة عن نية قيادة الحركة الانضمام بشكل رسمي إلى الهيئة، خاصة بعد أن أصبحت الهيئة تقدم الدعم المالي بشكل كامل للحركة من مصاريف وقسائم وقود ورواتب مقاتلين.
بعد ذلك اتسعت رقعة الخلافات داخل الحركة، وأعلنت كتلة معرة النعمان ولواء الخطاب الذي يضم مقاتلين من منطقة الغاب بريف حماة الغربي مع جماعات من ريف دمشق وكتائب الزبداني تعليق عملهم ضمن الفصيل أسوة بلواء الإيمان.