في ثنايا الوجود الإيراني في سوريا.. انتهاكات لا تنتهي
في ثنايا الوجود الإيراني في سوريا.. انتهاكات لا تنتهي
الكاتب الصحفي: خالد المحمد
ليس غريباً أن يتحدث أيّ قلم أو فكر عن انتهاكات احتلال ما لأرض ما، فكيف إذا ما كان هذا الاحتلال لأرضه ووطنه.
وهنا نستطيع القول مع الاحتلال الإيراني لسوريا “لأرضه” بشكل حقيقي تماماً لا مجازي، فمع هذا الاحتلال وسياسته في سلب كل ما يملكه السوري على أرضه وحتى حصاره وتزويره للشخصية السورية والتاريخ السوري، وصولاً لأرض الإنسان أو بيته وعقاره التي امتلكها وورثها عن والده وجده، وهو ما شابه الاحتلال الإيراني فيه الاحتلال الإسرائيلي، الذي اشتهر بقضم أراضي الفلسطينيين والسيطرة على بيوتهم وممتلكاتهم.
عدا عن تشابه الكيانان الإيراني والإسرائيلي بكونهم دولتان دينيتان ذات توجه توسعي، وأحلام تاريخية وأساطير عودة تاريخ وجغرافية ماضية بعد سحق وحرق أراضي المنطقة وشعوبها.
تتوزع انتهاكات الاحتلال والتواجد الإيراني على سوريا بجانبين رئيسيين هما: انتهاكات بحق الإنسان، وانتهاكات بحق الأرض.
ولعلّ الجانب الأول والذي تمتد فيه انتهاكات الاحتلال الإيراني على الإنسان، وهو يتجسد على شكل ديني طائفي، كان ولازال المحرك الأساسي للفكر التوسعي الإيراني، والنظر للآخر بشتى أنواع الحقد والعنصرية والإقصائية، وفكرها الطائفي الذي لا يحرض على انتهاك حقوق الإنسان ومعتقده فقط، وإنما يحض على القتل والذبح ويجعل هذا الأمر يقربه إلى الله زلفى، في تشابه لأوامر تلموديّة، حضت بني صهيون على ارتكاب مئات المجازر عبر تاريخهم.
وجميعنا لا زلنا نذكر أيام المداهمات في السنوات الأولى للثورة، كيف كانت كلمة وجود عناصر إيرانيين في حملات جيش النظام تبعث الرعب والهلع داخلنا، لما بدأت أيامها من ممارسات وذبح دون أن يرف لها طرف.
فكثير من الفتاوى والتحريض ظهر من رجال الدين الإيرانيين الطائفيين، ودعوا فيها إلى قتل السوريين وتشريدهم تحت ستار ديني طائفي ممزوج بكذب وأحقاد تاريخية لا مبرر ولا أصل لها مطلقاً.
ومعظم المجازر التي جرت في القرى الثائرة كانت تحت توجيهات وأنظار الميليشيات الإيرانية وبرفقة شعارات دينية طائفية موتورة.
انتهاكات إيران للتراب السوري
لا تنتهي الحروب بصمت الانفجارات وفوهات البنادق، حيث تستمر الممارسات التي تنفذها الأطراف المتحاربة، وخصوصاً إذا ما كانت عبارة عن ميليشيات غير منضبطة كما حال الوجود الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن، والتي استغلت فترة المعارك والهدوء على حد سواء، لممارسة شتى أنواع الانتهاكات بحق ملاك الأراضي والبيوت وانتزاع ملكياتهم تحت الترغيب والترهيب، واستغلال خوف الناس من هذه الميلشيات التي عاينتها أثناء فترات القتال.
حاجة هذه الميلشيات لمقار عسكرية ومصادر تمويل دفعها إلى حملات ضخمة ومستمرة للسيطرة على بيوت المدنيين، لاستخدامها كمقرات لها أو مستودعات أسلحة ونقاط عسكرية خصوصاً مع حاجتها لتغيير مواقعها بشكل مستمر خوفاً من الضربات الإسرائيلية.
اعتماد إيران في وجودها على نظام المليشيات الشعبية، وعدم تواجدها بشكل جيش نظامي على الأراضي السورية، كان عاملاً مهماً في زيادة الانتهاكات على المواطنين السوريين، فهذه الميليشيات لا تنضبط تحت أي قانون ولا تخضع لقيادة رسمية، وتحاول التواجد والاستمرار عبر ايجاد مصادر تمويل لها، غالباً ما تكون أمّا سرقات أو أتاوات أو فدية مخطوفين أو تجارة مخدرات وأسلحة وأعضاء بشرية، وهو ما مارسته فعلاً المليشيات الطائفية الإيرانية في سوريا، والتي تضم في صفوفها مئات الألاف من العناصر الأجنبية، وتتوزع عبر جغرافية سيطرة النظام السوري والذي أعطى إيران كل التسهيلات لذلك.
على سبيل المثال ما حصل في منطقة الميادين حتى الصبيخات في دير الزور من مليشيا فاطميون الأفغانية الموالية لإيران، حيث فرضت 10% من مجمل محاصيلهم الزراعية من القمح والشعير بحجة حماية هذه المحاصيل، ووضعت مراقبين على المحاصيل للتأكد من كميتها، وكذلك تملكها ومصادرتها لعقارات وبيوت واسعة في ريف دمشق وخصوصاً حول مطار دمشق والغوطة الشرقية.
وقامت بتشكيل “مكتب الأصدقاء” التابع للحرس الثوري الإيراني لتنظيم عمليات انتهاك الملكية الخاصة والمصادرة والبيع الإجباري ويكفي أن تكتب على محركات البحث مكتب الأصدقاء الإيراني لترى كمية الانتهاكات الحاصلة من إيران على أهل البلد الأصليين الذين باتوا لا يملكون حق …..، ولا أدري أي حق أذكر هنا مع كثرة انتهاكات الاحتلال الإيراني للإنسان السوري وحقوقه ووجوده.