لجنة التحقيق بهجوم خان شيخون تشكو تعرّضها لضغوط سياسية شديدة
أعلنت لجنة التحقيق التي كلفتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بكشف الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم استهدف مدينة خان شيخون بريف إدلب، في 4 نيسان، أنها تتعرض لتدخلات وضغوط سياسية شديدة من أطراف عديدة؛ بهدف تغيير مسار التحقيق.
محاول تسييس ملف كيماوي خان شيخون
وقال أدموند موليت للصحافيين، إثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي الخميس، إن اللجنة تعمل للأسف “في بيئة مسيّسة للغاية”، تحاول خلالها “أطراف معنية” (لم يحددها) التأثير على عمل اللجنة.
وأضاف موليت: “نتلقى -للأسف- رسائل مباشرة وغير مباشرة على الدوام من جهات عدة تفرض علينا كيف نقوم بعملنا”.
وتابع: “بعض هذه الرسائل واضحة للغاية بقولها إننا إذا لم نقم بعملنا كما يريدون… فهم لن يوافقوا على نتيجة عملنا”.
روسيا ودول غربية في دائرة الاتهام
ورغم أن دبلوماسيون قد أكدوا بأن روسيا تمارس ضغوطاً شديدة على اللجنة، إلا أن تصريح “موليت” أكد أن التدخلات لا تأتي من موسكو فحسب، بل من الغرب أيضاً، وقال: “الرسائل تأتينا من كل مكان”.
وخلال جلسة مجلس الأمن، قال المسؤول الأممي: “رجاء، دعونا نقوم بعملنا”، واعداً بأن يكون عمل المحققين محايداً وموضوعياً ومستقلاً، مناشداً جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن عدم تسييس عمل الآلية لصالح أي جهة مشتركة في الصراع.
وحول الاتهامات الروسية والتشكيك بعمل الآلية المشتركة قال موليت “أتوقع أن نقدم تقريرنا القادم واستنتاجاتنا حتى منتصف شهر تشرين الأول، إننا نثق كل الثقة بعمل منظمة حظر الأسلحة الكيمائية واستنتاجاتها وجميع الدول الأعضاء، بما فيها روسيا، قبلت أنه تم استخدام غاز السارين في خان شيخون وحتى الحكومة السورية”.
يشار هنا أن روسيا شككت بصحة استنتاجات سابقة للآلية التي خلصت إلى مسؤولية النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مدنيين في أكثر من حالة.
وتعتمد اللجنة الأممية على آلية مشتركة وعدة مصادر في تحقيقاتها، بينها الصور الفوتوغرافية وتسجيلات الفيديو وغيرها من المعلومات الرقمية، ونتائج التحليلات التي أجريت للعينات، والمقابلات التي أجريت مع الشهود وإفادات الشهود وما إلى ذلك من بيانات… وتقوم الآلية المشتركة بترجمة المعلومات التي تجمعها وتحليلها وتقييمها ثم تقديمها في تقاريرها المختلفة لمجلس الأمن.
باريس : نتائج التقرير لا تقبل الجدل
من جانبه، أكد السفير الفرنسي لمجلس الأمن، فرنسوا دولاتر، أن بلاده تدعم وتثق بعمل آلية التحقيق ورئيسيها.
وقال دولاتر إنه من الضرورة أن يقف مجلس الأمن متحداً وراء الآلية وعملها، مضيفاً “اجتماع اليوم يأتي في وقت أكد فيه تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز الأعصاب (سارين) بهجوم على منطقة خان شيخون في نيسان/ أبريل الأخير”، مشدداً على أن نتائج التقرير لا تقبل الجدل وعلى الآلية تحديد هوية الجهة المرتكبة لتلك الفظائع.
وكانت اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت أن “غاز السارين” استخدم بالفعل في الهجوم على مدينة خان شيخون بريف إدلب، في شمال غرب سوريا، وأسفر عن مقتل 87 شخصاً، بينهم 31 طفلاً، حيث اتهمت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية النظام السوري بتفيذ هذه الهجمات، ولترد واشنطن بقصف مطار الشعيرات العسكري التابع لقوات الأسد بريف حمص بـ 59 صاروخ “توماهوك”، في الضربة هي الأولى من نوعها في سوريا، والتي جاءت بأمر من الرئيس دونالد ترامب.