معالم خلاف روسي – تركي وحصيلة قاسية من الدماء يتكبدها المدنيون بالشمال السوري
صعّدت روسيا وميليشيات نظام الأسد من قصفهم على المدنيين شمال سوريا ما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى بعد ساعات من قيام تركيا بشن غارة جوية على مواقع ميليشيات قسد شرق الفرات.
وبعد الانسحاب الأمريكي من مناطق واسعة شمال شرقي سوريا عام 2019 وتركيز قواتها حول الحقول النفطية قامت القوات الروسية بملئ الفراغ الأمر الذي أدى لنقل ملفات العديد من المناطق إلى يد موسكو التي تعمل على مساومة تركيا وابتزاز ميليشيا قسد.
وتطالب تركيا كلا من روسيا والولايات المتحدة برفع اليد عن الميليشيا للبدء بعمل عسكري وإبعادها عن حدودها وتتمحور أبرز الخلافات حول كل من تل رفعت ومنغ وعين العرب بريف حلب وعين عيسى بريف الرقة.
وبدأت معالم خلاف جديد ين الجانبين تتوضح مؤخرا مع تصعيد تركيا قصفها لمواقع الميليشيات في المناطق المذكورة وتصعيد القصف الروسي في المقابل على عدة مناطق بريف حلب.
ونقلت أنقرة تهديداتها وتصعيدها العسكري إلى مستوى أعلى مع قيام إحدى مقاتلاتها أمس بشن غارة على محيط عين عيسى الأمر الذي تلاه قصف مدفعي على نقطة طبية في الأتارب غربي حلب وسقوط صاروخ ضخم من مطار حميميم على مخيمات النازحين شمال إدلب.
كما شنت المقاتلات الروسية غارات على معمل لتعبئة الغاز المنزلي قرب الحدود التركية شمال إدلب وفي “حرش بسنقول” جنوبها.
ووصلت حصيلة الشهداء في مدينة الأتارب إلى سبعة و22 جريحا فيما لم يسفر سقوط الصاروخ على قاح سوى عن خسائر مادية.
وتؤكد ميليشيا قسد من ناحيتها أن الروس يبتزونهم باستمرار محاولين دفعهم إلى الانسحاب من المناطق التي تطالب تركيا بالسيطرة عليها وتسليمها إلى نظام الأسد فيما تضغط موسكو باستمرار على أنقرة لتأجيل عملها العسكري في انتظار سحب الميليشيات لصالح النظام السوري.