النظام السوري يتجاهل وفاة محمد فارس.. تعازٍ أمريكية- ألمانيةسوريون يشيّعون محمد فارس إلى مثواه الأخير بريف حلبتنظيم “الدولة” يتبنى استهداف عناصر “لواء القدس” في حمصجعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطالالعفو الدولية” توثق انتهاكات بحق محتجزين شمال شرق سورياأمريكا وأوروبا تدرسان فرض المزيد من العقوبات ضد إيرانبغالبية ساحقة.. النواب الأمريكي يقرّ مشروع قانون “الكبتاجون 2”“الإدارة الذاتية” تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين مرحلين من العراق40 عامًا مضيفًا للحجاج.. وفاة السوري إسماعيل الزعيمالأوقاف السورية تنهي إجراءات تسجيل الحجاج لموسم 2024أمريكا تتوقع هجومًا إسرائيليًا ضد إيران في سوريا

إسرائيل تٌحرج إيران في سوريا

إسرائيل تٌحرج إيران في سوريا

بقلم العميد الركن: أحمد رحال

على مدار عقود والآلة الإعلامية لإيران ومحور إيران يتخم حاضنته ومواليه بإسطوانات من الخطابات الخشبية غير القابلة للصرف, وفضائيات “محور المقاومة” تتحف مشاهديها بسرد سيناريوهات القضاء على إسرائيل تارة, ومسحها عن الخرائط تارة أخرى, وترسم طريق القدس الذي يعبر من صنعاء ويذهب لبغداد ويمر من منشلآت أرامكو في المملكة العربية السعودية, ثم يعرج على حلب وحمص وإدلب وكل المدن السورية, لكن مدينة القدس تغيب عن كل خططهم والطرق التي يسلكونها, ثم يبدأ سباق زمن تدمير إسرائيل وإزالتها عن خارطة “غوغل”, فيبدأ الزمن بسبع دقائق ثم يٌختصر إلى ستة دقائق, وحاضنتهم والمعمي على قلوبهم يٌطربون بتلك الأخبار وتلك التصريحات فـ ينامون ويستيقظون على حلم تحقيق ترهات قادتهم.

عندما قررت إيران نصرة نظام الأسد عبر الزج بأهم ميليشياتها من فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني وميليشيات لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية, وجدت أن طريقها بات متاحاً لجعل سوريا المحافظة (35) لإيران, فبدأت بالسيطرة على مفاصل الدولة السورية, واحتكرت أدوات التصنيع العسكري ومقرات القيادة وأجهزة الاستخبارات, هذا التحول الذي يغير من توازنات القوى في المنطقة أزعج إسرائيل, التي بدأت بقصف فائض القوة الإيراني في سوريا, تطبيقاً لتكتيك “حرب بين الحروب” ثم تكتيك “جز العشب”, فكانت الضربات الإسرائيلية شبه الإسبوعية تطال شحنات أسلحة إيران سواءاً كانت قادمة براً أو بحراً أو جواً, وكانت إيران تتستر على تلك الضربات, ويخرج الناطق الرسمي لميليشيات أسد ليحدثنا وبتوجيهات إيرانية عن أضرار مادية بسيطة, وجرح بعض السوريين دون الإشارة من بعيد أو قريب لقتلى وأضرار الجانب الإيراني, لكن ما يتم التستر عليه من خسائر إيرانية كانت تفضحه التوابيت العائدة لطهران والضاحية الجنوبية على متن طائرات شركة ماهان الإيرانية التي كانت تنظم رحلات إضافية عقب كل ضربة إسرائيلية, وكانت إيران على غرار نظام الأسد تتوعد بالرد بالزمان والمكان المناسبين, رغم أن تلك الإسطوانة مشروخة وما زلنا نسمعها منذ اغتيال عماد مغنية في شباط 2008.

مؤخراً زاد القصف الإسرائيلي, وبات يمس عصب نظام ملالي طهران, وباتت الضربات أشد عمقاً, وتوسعت أفقياً وعامودياً, فمن اغتيال جنرال إيران الأول قاسم سليماني قائد فيلق القدس, إلى اغتيال عالم إيران الأول محسن فخري زادة, إلى إخراج مطار دمشق الدولي عن الخدمة بعد أن تم التأكد أنه صار وكراً إيرانياً تهبط فيه معظم شحنات إيران العسكرية قبل انتقالها لجنوب لبنان ولمستودعاتها في سوريا, ومن ثم اغتيال حسن صياد خدايي المرتبط بالوحدة (840) التي وضعت بكاملها على لوائح الاستهداف الإسرائيلي (الوحدة 840 تتبع للحرس الثوري الإيراني وهي عبارة عن خلايا استخباراتية تنتشر بعواصم متعددة تختص بخطف واغتيال الأجانب خارج إيران, مؤخراً ألقت السلطات الأمنية التركية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي القبض على ثمانية أعضاء من الوحدة “840” في تركيا كانت تخطط لخطف سفير إسرائيلي سابق يقيم في تركيا), وبالأمس قصفت إسرائيل وبعملية استخباراتية نوعية شحنة أسلحة إيرانية فائقة الخطورة على إسرائيل تحوي عناصر تزود بها رؤوس توجيه الصواريخ لزيادة دقة إصابتها, كانت بطريقها من ميناء طرطوس إلى منطقة الحميدية على الحدود السورية_ اللبنانية للوصول إلى البقاع اللبناني والجنوب, وهناك من أسر بالقول: أن الشحنة التي قصفتها إسرائيل عبر سفنها وطائراتها في محيط منطقة الحميدية لم تكن فقط عناصر لتحسين دقة صواريخ حزب الله, بل أيضاً كانت أجزاء لزوراق حربية انتحارية إيرانية “مسيرة عن بعد”, مفككة ومجزأة ,كانت بطريق تسليمها لحزب الله, حيث يتم إعادة تجميعها لاستخدامها ضد منشآت وسفن التنقيب الإسرائيلي عن الغاز في حقل “كاريش” وغيره إذا ما فشلت المفاوضات النووية في “فيينا”.

أيضاً خلال العام الأخير تعرضت معظم المدن الإيرانية لضربات سيبرانية دمرت نتيجتها منشآت اقتصادية ومنشآت حيوية ضخمة في طهران ومعظم الجغرافية الإيرانية, وكانت قيادة إيران تتذرع تارة بماس كهربائي وتارة أخرى تنسب الهجوم لمجهول, رغم أن أصغر طفل في إيران يعلم أن كل الضربات التي تتلقاها إيران في سوريا وفي داخل إيران تقف إسرائيل خلفها وإن كانت لا تتبنى معظمها.

الضربات الإسرائيلية الأخيرة أوجعت إيران وأحرجتها امام أقرب مناصريها, وباتت الدعاية المكلفة التي يبثها رموز نظام الملالي في طهران غير مجدية وأصبحت مثاراً للسخرية, وهذا الإحراج لا مخرج له سوى الرد على إسرائيل, والرد بحسابات طهران العالمة بتواضع قدراتها العسكرية سيكون مكلفاً, بالأمس أرادت إيران توجيه رسالة عبر ثلاثة مسيرات أوعزت لصنيعتها في الضاحية الجنوبية توجيهها نحو حقل “كاريش” برسالة تحذيريه تحاول فيها عدم إغضاب تل أبيب فأرسلتها دون تذخير, لكن الرد الإسرائيلي زاد من أوجاع إيران عندما تم تدمير الطائرات الثلاث بلمح البصر, وعقب العملية وجه وزير الدفاع الإسرائيلي رسالة شديدة اللهجة لحسن نصر الله ولقادة إيران قائلاً بنهاية معزوفة التهديد: “لا تختبروا قدراتنا”, مؤكداً أن الضاحية الجنوبية ستٌدمر بالكامل وكذلك إيران إذا ما تخطى حزب الله والإيرانيون عتبة الأمن القومي الإسرائيلي.

لكن بالرغم من كل الحذر الإيراني من إغضاب إسرائيل, وبرغم امتصاص إيران لكل الضربات الإسرائيلية الموجعة, إلا أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل مهدداً بالإنزلاق نحو مواجهة شبه حتمية, والتقديرات الامريكية تتحدث عن قناعة بأن الوضع سينتهي لا محالة بحرب إيرانية – إسرائيلية شاملة ستنتهي بانتصار إسرائيلي ساحق, بعد تدمير إسرائيل لمقدرات حزب الله, وضرب بنية إيران التحتية والمواقع النووية وكامل مصانع الأسلحة, وضرب الجسور في العاصمة طهران والطرق المؤدية بين المدن الإيرانية.

الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن إسرائيل تمتلك أكثر من600 طائرة من طراز إف – 16 وإف – 15, ولتلك الطائرات رصيد ضخم مكون من 100 ألف قنبلة من الوزن الثقيل، إضافة لامتلاك إسرائيل 15 طائرة من طراز إف – 35 – إس وهي طائرة شبح وقادرة على تجنب إلتقاط الرادار لها, وهي تحمل قنابل ثقيلة وصواريخ موجهة بالليزر بعيدة المدى, كما إن إسرائيل تملك 5 غواصات دولفين ألمانية قادرة على الإنتقال تحت المياه وصولاً الى الخليج العربي وإغراق السفن الحربية الإيرانية، ولا قدرة للبحرية الإيرانية بالتعامل مع تلك الغواصات.

أما صواريخ حزب الله وإيران فقد استطاعت إسرائيل بناء منظومة دفاعية مزدوجة ومتطورة, وتتشارك فيها صواريخ “القبة الحديدية” مع “الجدار الشعاعي الحديدي” الذي يعتمد على نبضات ليزرية تدمر الأهداف بأقل من 2_3 ثانية فقط, إضافة لامتلاك إسرائيل صواريخ أرض – أرض من طراز س – 35 الأميركية التي يصل مداها الى 2500 كلم وهي صواريخ عالية الدقة من نوع “إطلق وانس” وبنسبة إصابة تصل لـ98%.

يضاف لما سبق, الحديث المتزايد اليوم عن تشكيل “ناتو شرق أوسطي” لمعظم دول منطقة الشرق الاوسط, سيكون هدفه إيران, وميليشيات إيران, وأذرع إيران, وكل من يتحالف معها (والطامة الكبرى على إيران إذا ما انضمت تركيا للحلف), وقد بدأت ملامح هذا المشروع تتبلور عبر الربط بين منظومات الدفاع الجوي في جيوش كل من مصر والأردن والعراق وإسرائيل, يضاف لذلك نشر إسرائيل لمنظومات استطلاعية رادارية متطورة بعدة عواصم آسيوية منها البحرين والإمارات العربية.

إيران اليوم في ورطة, هي غير قادرة بعد على امتصاص نقمة الشعب الإيراني جراء ضربات إسرائيلي المتزايدة والمؤلمة, وجراء الوضع الاقتصادي المتدهور بعد أن صرفت خزينة إيران أموالها على الميليشيات والأسلحة حياكة المؤامرات على دول المنطقة, وإيران غير قادرة أيضاً على الدخول بحرب خاسرة محسومة قبل بدايتها!!!
فهل نكون أمام قرار نوعي بإعادة أذرع الإخطبوط الإيراني لداخل الحدود؟؟
أم أن سياسة الهروب نحو الأمام هي الحل, كما اعتادت إيران دائماً بغض النظر عن ضخامة خسائرها البشرية التي لا تدخل بحسابات ولاية الفقيه دائماً؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى