هدوء وحظر تجول في جرابلس بعد اشتباكات إثر خلاف عشائريالنظام السوري يتجاهل وفاة محمد فارس.. تعازٍ أمريكية- ألمانيةسوريون يشيّعون محمد فارس إلى مثواه الأخير بريف حلبتنظيم “الدولة” يتبنى استهداف عناصر “لواء القدس” في حمصجعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطالالعفو الدولية” توثق انتهاكات بحق محتجزين شمال شرق سورياأمريكا وأوروبا تدرسان فرض المزيد من العقوبات ضد إيرانبغالبية ساحقة.. النواب الأمريكي يقرّ مشروع قانون “الكبتاجون 2”“الإدارة الذاتية” تستقبل أول دفعة لاجئين سوريين مرحلين من العراق40 عامًا مضيفًا للحجاج.. وفاة السوري إسماعيل الزعيمالأوقاف السورية تنهي إجراءات تسجيل الحجاج لموسم 2024

إيران تلتهم التعليم في سوريا | خالد المحمد

إيران تلتهم التعليم في سوريا | خالد المحمد

وكالة ثقة

العلم في الصغر كالنقش على الحجر، حكمة لسنا الوحيدين المهمة لنا كمربين وٱباء ومعلمين، ولكن هي مهمة جداً أيضاً للفكر الاستعماري الحديث، ولكل مشتغل في مشروع سياسي أو ديني توسعي.. وهي أن تُنشىء جيلاً يتبع لك ويحمل فكرك، ويغذي مستقبلاً مشروعك بكوادر بشرية أو فكرية وهو أقصى مايسعى إليه أي مشروع.

كل الكلام السابق ينطبق على النظام الإيراني في مشروعه التوسعي وحلمه الامبراطوري في عودة الدولة الفارسية، التي هدمها وقضى عليها الإسلام فكان لابد من رد الكيل والثأر من الإسلام والعمل على هدمه، ولعل هدمه من الداخل وتحت ستار الدين نفسه هو الأسلوب الأنجح في ذلك.

إيران تتربع اليوم في سوريا على عرش الانتهاكات، والانتهاك الأعظم والأخطر هو السيطرة على المنظومة التعليمية في مناطق النظام، ومد أذرعها الأخطبوطية في العملية التربوية والمناهج وثقافة المجتمع السوري، فأخطر مايمكن أن تقوم به أي دولة استعمارية هو تغيير ثقافة المجتمع، وتربية الجيل القادم على ثقافة جديدة ودين جديد، يعتبر امتداداً لثقافة ودين المستعمر، لجعل هذا البلد المستعمر جزءاً من الدولة المستعمِرة إلى أمد بعيد.

تدمير بيت أو مستشفى أو حرق أرض هو لاشك جريمة حرب، ولكن تأثيرها محدود زمانياً ومكانياً، أما أن تسيطر وتغير المنظومة التعليمية التربوية والثقافية لدولة ومجتمع ما، هو جريمة واحتلال لاينتهي تأثيره تاريخياً وجغرافياً.

إيران وبعد فشلها الذريع قبل عام 2011 في نشر مذهب التشيع في سوريا، رغم صرفها لملايين الدولارات وإقامة الحسينيات والتستر بغطاء المقاومة، لم تحصد في سوريا نجاحاً في توسعها الهلالي الشيعي كما حصل في العراق ولبنان.

فجاءت أحداث الثورة السورية وتطورها وماشهدته من تطورات عسكرية كبيرة وتغيير في خارطة الواقع السوري فرصة لفرض إيران مشروعها بالقوة في سوريا سواءً بالقوة العسكرية على الشعب والتغيير الديمغرافي والعقائدي على الأرض، أو بقوتها وهيمنتها على نظام الحكم في دمشق وفرض فكرها الشيعي وسيطرتها على النظام التعليمي والتربوي في سوريا، وهو مايضمن استمرار سيطرتها المستقبلية على البلاد والعباد.

تحت ذريعة ترميم المدارس ودعم التعليم بدأت إيران بفرض هيمنتها على التعليم، و توغلت في انتهاكها للثقافة السورية وإجرامها العقائدي في عمليات غسل الدماغ وفرض ثقافتها وفكرها على الأطفال، من خلال افتتاح مئات المدارس التابعة لها وثانويات شرعية تدرس مذهبها الديني، ووقّع النظام تحت ضغط نفوذها العديد من الاتفاقات لتدريس اللغة الفارسية، وطباعة المناهج السورية في طهران وضبط الامتحانات السورية، هذا كله عدا عن تقديم المغريات المادية لأولياء أمور الطلاب وقرطاسية ومواد غذائية لتشجيعهم للانضمام إلى مدارسها.

وامتد الأمر إلى الجامعات حيث تم افتتاح ست جامعات إيرانية في سوريا عدا عن العديد من المراكز الثقافية في مختلف المدن السورية، وضم الأطفال في حركة كشافة المهدي، ونشر المذهب الشيعي عبر مجمع تقريب ومجمع الإمام الخميني في دمشق.

لايتناول الإعلام كثيراً هذا الجانب من جرائم إيران وانتهاكاتها في سوريا كون التركيز دائماً على الأخبار الميدانية والسياسية وغبار الحروب ودمار الشجر والحجر، وهو مايشكل خطراً جديداً نتيجة قلة الوعي بهذا الجانب والاستهتار به، الذي سيجعل ايران متجذرة في بلادنا أكثر ممايجعلها ذلك قواتها العسكرية، التي ربما تخرج يوماً تحت القوة أو الثورة أو التغيير في القوة العالمية أو التفاهمات السياسية، فوجودها الثقافي والعقائدي الذي تصنعه الآن ببطء في سوريا سيضمن لها الإستمرار لأجيال وأجيال على أرض ليس لها فيها أي حق ولعل المثال العراقي لازال شاهداً وهو خير مثال على ذلك.

إن استغلال إيران لقوتها العسكرية في فرض مذهبها و معتقداتها ولغتها، على شعب آخر وخصوصاً الأطفال يشكل جريمة حرب آخرى وانتهاكاً لحقوق الإنسان وحقوق الطفل، وأدلجة الناشئة تحت تهديد السلاح والمال.

لازالت تتستر النزعة الإستعمارية لإيران تحت الستار الديني وتستغل الفقر المنتشر بعد الحرب، وتبعية النظام السوري العسكرية والسياسية لها في سبيل ذلك، وهو ماسهّل لها عملية الهيمنة على المنظمومة التعليمية في سوريا وباتت اليوم ظاهرة للعلن وبشكل مفرط يهدد وجود الشخصية السورية بشكل كامل، ويدخلنا في شقاقات وحروب داخلية وخارجية قادمة لن تنتهي بزمن قريب لأنه دُرس لها أن تكون كالنقش على الحجر.

زر الذهاب إلى الأعلى