الأموات يقترعون بالانتخابات المحلية في طرطوس
الأموات يقترعون بالانتخابات المحلية في طرطوس
وكالة ثقة
ألغت المحكمة الإدارية في طرطوس الموالية قرار وزير الإدارة المحلية والبيئة جزئياً فيما يخص تسمية الفائزين في انتخابات أعضاء مجلس بلدة مشتى الحلو، وأعلنت بطلان الانتخابات في عدد من المراكز، وإعادة الانتخابات فيها بعد ثبوت مخالفات كبيرة في العملية الانتخابية وعمليات تزوير واسعة تضمنت مشاركة أشخاص ليسوا على قيد الحياة.
وتضمن قرار المحكمة وجوب أن تقتصر عملية الانتخاب في هذه المراكز على الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب ممن تتوافر فيهم شروط الانتخاب، ولم يسبق لهم الانتخاب في مراكز انتخابية أخرى وإعداد الصك اللازم بتسمية الفائزين في ضوء نتيجة الانتخابات في المراكز المذكورة، بحسب النص القرار الذي نشرته صحيفة “الوطن المقربة من نظام الأسد.
وكشفت المحكمة في قرارها عن وجود مخالفات كثيرة شابت العملية الانتخابية، منها “وجود مقترعين من خارج المحافظة ومن خارج الدائرة الانتخابية”، و”عدم كتابة الاسم الثلاثي في السجلات التي تتشابه بها التواقيع”، و”وجود مقترعين صوتوا في أكثر من مركز”، و”استحضار مقترعين (أموات)”، و”تصويت أناس خارج سوريا في أثناء العملية الانتخابية.
كما أشارت المحكمة في قرارها إلى أن السجل الانتخابي غير موقع من رئيس وأعضاء اللجنة الانتخابية وغير مختوم، ويوجد في السجل أسماء مقترعين من خارج المحافظة ومن خارج الدائرة الانتخابية.
وأجرى نظام الأسد انتخابات مجالس الإدارة المحلية، في 18 أيلول الماضي، في سبعة آلاف مركز انتخابي، وسط تشكيك بنزاهة هذه الانتخابات ومصداقيتها من قبل منظمات حقوقية.
وتؤكد مصادر أن الانتهاكات التي سجلت في طرطوس “ليست غريبة وتتكرر باستمرار في أي انتخابات يجريها نظام الأسد، إلا أن الكشف عنها جاء نتيجة صراع بين طرفين متنفذين وهو ما أدى لتدخل المحكمة.
ولفتت المصادر إلى أن انتخابات الإدارة المحلية التي أقيمت أخيراً شهدت مقاطعة كبيرة حتى من موالي نظام الأسد لعدم ثقتهم بأي تغيير في مشاركتهم، خاصة أن الأسماء الناجحة غالباً ما توضع قبل أي انتخابات.
ووفقاً لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، تنتهك انتخابات الإدارة المحلية التي أجراها نظام الأسد أبسط مبادئ حقوق الإنسان في الترشح والاختيار الحر، فهي معدومة الاستقلالية، وتفرض قوائم المرشحين بقوة الأجهزة الأمنية، والغالبية العظمى منهم من أعضاء حزب البعث، الحزب الذي حكم سوريا على مدى أكثر من خمسين عاماً لصالح حكم استبدادي.