صحيفة “هآرتس” العبرية تكشف سبب الغارات على دير الزور
اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية، بأن سبب الغارات المكثفة مؤخرا على ريف دير الزور، يعود إلى قلق (تل أبيب) بشأن تطورات الوضع في العراق، مشيرةً أن الهجوم الأخير يختلف عن سابقيه حيث الحجم والأهداف،
ونقلت الصحيفة في تقريرها، على لسان مصادر عسكرية رفيعة المستوى تأكيدها أن القصف نفذ على خلفية تموضع إيران عند الحدود السورية-العراقية وتصعيد التوترات الإقليمية قبيل وصول إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن إلى الحكم في الولايات المتحدة.
وخلصت التقييمات الاستخباراتية، حسب التقرير، إلى أن إيران تواجه صعوبات في ترسيخ تواجدها غربي دمشق، نظرا للغارات الجوية الإسرائيلية والعقوبات المفروضة عليها، ولذلك بادرت طهران إلى نقل قواتها إلى الحدود مع العراق، أي منطقة تخضع بالكامل لسيطرتها، حيث أقامت بنى تحتية لتنفيذ عمليات نقل القوات وتهريب الأسلحة بين العراق ولبنان.
وقال المسؤول: “أجرت إيران تقييم الأضرار، بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبات في أنشطتها قرب الحدود الإسرائيلية، وأعادت النظر في غرب العراق، ونقلت إلى هناك صواريخ قادرة على استهداف أي مكان في الأراضي الإسرائيلية، وبإمكانها نقلها لمسافة أقرب عبر طريق تهريب، كما تقيم إيران هناك شبكة طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصناعات دفاعية لم يكن بوسعها الحفاظ عليها في محيط دمشق”.
وذكرت الصحيفة عن مسؤول عسكري بارز آخر قوله: “قد يرى الإيرانيون في ذلك الضوء الأخضر لمواصلة أنشطة غير نووية محددة، ويعني ذلك أنهم سيشرعون في تضييق الخناق أكثر مما كان حتى الآن، وقد تشمل هذه الجهود “حزب الله”. لن تقبل إسرائيل بذلك، ويدرك الإيرانيون هذا الأمر”.
وكانت قالت مصادر إعلامية محلية، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ أكثر من 18 هجوما ضد أهداف في منطقة تمتد من بلدة دير الزور الشرقية إلى صحراء البوكمال على الحدود السورية العراقية.
بحسب وكالة أنباء النظام سانا، فقد بدأ الهجوم على شرقي سوريا، حوالي الساعة 01:10 صباحا (بالتوقيت المحلي)، وأنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجوم.
وتركزت الضربات على منطقة “بانوراما، وحي الأمل، ومستودعات عياش، والقورية وجبل السردة ومطار حمدان ومحيط بلدة الميادين”، في ديرالزور.
وبحسب المصادر فإن الهجوم أسفر عن مقتل 23 على الأقل من النظام السوري وميليشيات إيران، 7 جنود سوريين و16 مسلحا متحالفا وإصابة 28 آخرين.
وشنّت إسرائيل مئات الغارات على سوريا منذ اندلاع النزاع عام 2011. واستهدفت قوات النظام وميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني.
كان آخرها قبل أيام، حين شنت الطائرات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، غارات جويّة على مواقع تابعة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في ريف دمشق والسويداء.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا لكنها تقول إن الوجود العسكري الإيراني الداعم لرأس النظام بشار الأسد يشكل تهديدا ستواصل الرد عليه.