ما هو مصير الهاربين من الموت ؟
مصير مجهول ينتظر ألاف النازحين من قرى وبلدات ريفي إدلب وحماة على الحدود التركية أغلب النازحين انطلقت بلا وجهة تقطعت بهم السبل وأغلقت أمامهم الأبواب يفزعهم مصير من سبقوهم فـي حياتهم بين مأسي متراكمة ومصير مجهول مع تواصل حركة النزوح واستمرار المعارك الدائرة في المنطقة التي يرافقها قصف عشوائي وانتهاكات صارخة بحق المدنيين التي راح ضحيتها أروح لاذنب لها فيما يحصل وفي هذا السياق يواجه ألاف المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء مصيراً مجهول أذ يفتقرون مأوى لهم وتزداد أوضاعهم سوءٍ مع مرور كل يوم الذي تسبب مبيتهم في العراء يعيشون ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة حيث تنعدم لديهم مقومات الحياة البسيطة
أحمد السيد أحد سكان ريف أدلب وضح قائلاً لمراسل وكالة ثقة الإخبارية حملت ما خف وزنه على سيارتي مع أطفالي الستة وزوجتي وانطلقت بلا وجهة بسبب القصف المكثف على المنطقة وفي الطريق قررت التوجه إلى أقربائي في ريف إدلب الشمالي في مخيمات أطعمة الحدودية لعلَّنا نجد سيئاً من الأمان ولكن صدمنا بواقع أليم ومأساوي
في المخيمات أنها حياة من قلة الموت تفتقد كل شيء من المسكن والمياه وغيرها.
أما أم فراس التي تستند ظهرها على جذوع الأشجار التي لجأت من ريف حماة متجهة لتتخذ الأشجار مسكناً لها التي باتت تحاول أن تصارع الشمس تحتها فهي واحدة من ألاف النازحين من منطقة حماة التي تدور أشرس المعارك في المنطقة وبخطى فاقدة للأمل تتجول أم فراس المرأة الستينية العمر في فصول كرم الزيتون وبعينين ذابلتين تتلفت بحثاً عن أقربائها بين عشرات العوائل ولكن كثرة البشر تجعلها خائبة الرجاء تقول أم فراس غادرنا منازلنا بطريق عتم تشتت أفراد عائلتي كل واحد اتجه إلى جهة مجهولة جأت مع أبني الأصغر على الحدود التركية ولا يوجد لدينا لا بيت ولا خيمة ولا مأوى عايشين تحت الزيتون ننتظر رحمة ربنا وهذا حالنا.
كما ان مايعانيه أبو علي لا يقل عن غيره الذي هرب مع عائلته من الجنوب الأدلبي إلى الشريط الحدودي مع تركيا تخوفاً من الحملة الشرسة التي شنتها روسيا والنظام الفاجر خرج أبو علي من منزله ولم يحمل معه شيئاً إلا القليل ما دفعه لشراء بطانيات ليبني فيها خيمة تأويهم
أشار أبو علي في حديثه بأن رغم مايعانيه من صعوبة النزوح يأبى العودة والمصالحة مع النظام ولو خير بالعودة إلى منزله والتهجير لختار التهجير بشكل قاطع لأنه لا يعيش في ضل نظام مجرد طائفي تخلى من كل مقومات الإنسانية كما أكد أنها ليست المرة الأولى التي ينزح بها هو وعائلته قائلاً نحن تسعة أشخاص بتنا نسكن في خيمة صغيرة بعد معاناة في البحث عنها وأنها ليست المرة الأولى لأغلب السوريين فالسوريين نالوا من الحرب النصيب الأكبر من حقد الأعداء وهاهم اليوم فراشهم التراب وغطائهم السماء نوكل أمرنا لرب العالمين.
الجدير بالذكر بأن النزوح والتشريد يبقى الألم الوحيد الذي يعد أكبر معاناة بالنسبة للسوريين على مدى سنوات الثورة باتوا اليوم رحالة يحملون مايستطيعون من ثياب وأثاث منازلهم البسيطة في حين لا يوجد ملجأ لهم بعد أن تركوا منازلهم حتى ينتهي بهم المطاف تحت أشجار الزيتون والحدود التي باتت جزء من معاناتهم
اليوم كلمة “نازحين” أصبحت مفردة مألوفة في الحياة السورية بكل ما تحملها من بؤوس وشقاء وتشتت وتبقى الأزمة الإنسانية لهؤلاء النازحون على الشريط الحدودي أزمة لأتوصف بسبب بقائهم في منطقة تعاني مسبقاً من تجمع النازحين ومعاناتهم من ظروف معيشية قاسية.