صحيفة “تركيا”: دخول السوريين إلى تركيا سيُربط بنظام التأشيرات بعد سقوط النظام السوريوزير الخارجية المصري يستعد لزيارة دمشقانفجار في ثكنة عسكرية لقوات الأسد المخلوع بحمص يؤدي لإصابة 9 مدنيينفيديو | أهالي قريتي بلقسة وخربة الحمام بريف حمص يرفضون العبث بأمن منطقتهمتجميد اتحاد الطلبة.. نهاية صفحة سوداء من الانتهاكات داخل الجامعات السوريةإستونيا تنهي حماية اللاجئين السوريينمارون الخولي: العودة الإلزامية للنازحين السوريين ضرورة فوريةحظر تجوال في حمص وسط تصعيد أمني واشتباكات مع فلول الأسداشتباكات مسلحة في طرطوس.. ما القصة؟الاقتصاد على سكك الشرق.. هل يعيد القطار ربط أسواق حلب بميناء مرسين؟“منسقو استجابة سوريا”: رفع العقوبات ضرورة إنسانية لدعم التعافي في البلادتصاعد التوتر بين سوريا وإيران.. تحذيرات متبادلة وتصريحات مثيرة للجدللبنان يتلقى مذكرة دولية لتوقيف اللواء المجرم جميل حسنإيران: ليس لدينا اتصال مباشر مع الجهة الحاكمة في سوريا حالياأسماء الأسد تطلب الطلاق تمهيداً للعودة إلى لندن بعد سقوط النظام

الحسيـ.ـنيات الإيـ.ـرانية: مراكز لغسيل الأدمغة والتجـ.ـنيد المذهبي

الحسينيات الإيرانية: مراكز لغسيل الأدمغة والتجنيد المذهبي

بقلم: صلاح هوى

وكالة ثقة

بما أن العقل هو أغلى ما يملكه الإنسان، فإن السيطرة عليه واستخدامه لخدمة المحتل هو أسوأ ما يمكن أن يصل إليه شعب ما، وقد عانى الشعب السوري من هذا المصير الذي حرص المحتل الإيراني والميليشيات الموالية له على اتباع كل الوسائل الممكنة لبلوغه. فمن التشييع، إلى ارتكاب المجازر، إلى المخدرات لم توفر إيران وسيلة إلا واستخدمتها لاستعباد شعوب الدول التي تدخلت فيها ومنها سورية.

قبل اندلاع الثورة السورية، اعتمدت إيران على الحسينيات لنشر التشيّع ثم ما لبثت أن باتت تستخدم هذه الحسينيات كمراكز تجنيد للمقاتلين في صفوف الميليشيات الموالية لها.

عقب استيلاء بشار الأسد على السلطة في سوريا بعد وفاة أبيه عام 2000، كان لافتا سرعة انتشار الحسينيات التي كانت تمولها وتشرف عليها إيران بشكل مباشر، وقد كان انتشارها في المناطق السنية مؤشراً على أن الهدف منها هو نشر المذهب الشيعي في هذه المناطق لتحقيق هدف ما (ظهر فيما بعد).

ومن هذه الحسينيات على سبيل المثال، كانت الحسينية التي بدأ بناؤها اواخر عام 2000 وبدأت نشاطها في 2004 في مدينة حريتان التي تبعد 12 كم شمال حلب، رغم نفوذه الذي لا ينافَس، حرص مدير الحسينية المعمم الإيراني عبد الصاحب الموسوي على اتباع الحيلة والقوة الناعمة في تشييع الناس، فقد أشار ناشطون من حريتان أن نشاط الموسوي اقتصر ظاهرياً على إقامة “ندوات تثقيفية” كل ثلاثاء حيث تنتهي الندوة بتوزيع الطعام والكتب الشيعية على الحاضرين.

لم يفلح الموسوي باستمالة أهل المدينة أو المناطق المحيطة بها فاقتصر حضور الندوات والفعاليات على أبناء بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، دفعه هذا الفشل للاستعانة بفرقة حزب البعث (الحاكم في سورية) ومجلس المدينة للإعلان عن محاضرة لأحد علماء السنة في أحد مساجد المدينة، ليتفاجأ الحضور بأن المتكلم هو الموسوي نفسه.

من جهة أخرى، لاقت دعوة الموسوي قبولاً عند قليل من الفئات الطامعة بمبلغ 5000 ليرة شهرياً مقابل التشيع أو تلك التي كانت تسعى للحصول على منصب أو وظيفة في الدولة عن طريق النفوذ الواسع للموسوي.

لكن مع انطلاق الثورة السورية على نظام الأسد والنفوذ الإيراني في سورية عام 2011، تمكن أبناء الثورة من تحرير المدينة وحوّلوا مبنى الحسينية إلى مشفى يقدم الدواء لأهل المنطقة بعد أن كان وكراً لنشر السموم ونبش الأحقاد. وترك الموسوي خلفه آلاف النسخ من الكتب الشيعية التي كانت مُعدّة للتوزيع على الناس إضافة إلى أرشيف يضم أسماء المتعاملين معه والمتشيعين ’الانتهازيين” من مختلف مناطق سورية.

لقد كشفت الثورة السورية أن إنفاق إيران للأموال الطائلة في تشييع الناس يحمل أبعاداً سياسية وقومية فارسية تتعدى الجانب المذهبي.

حيث جنّدت إيران الشيعة و”المتشيعين الجدد” من أبناء البلد ومن العراق وأفغانستان وباكستان وتنظيم حزب الله اللبناني (المصنف عالمياً كتنظيم إرهابي) لاحتلال سورية تحت قيادةٍ إيرانية. وبات واضحاً أن إيران تستخدم المذهب الشيعي مَطيّة لتحقيق أهدافها التوسعية الاستعمارية على حساب أبناء المنطقة من كل المذاهب وهي سياسة استعمارية قديمة تقوم على تجنيد أبناء الدول المستعمَرة لخوض الحروب واستعمار دول أخرى. فمثلاً، قام الاستعمار الفرنسي بتجنيد أبناء المستعمَرات الفرنسية في أفريقيا والشرق الأوسط لخوض الحربين العالميتين الأولى والثانية تحت راية الجيش الفرنسي بغية تحقيق أهدافه التوسعية على جماجم الشعوب الفقيرة. وبنفس النهج الاستعماري القديم، باتت إيران تسيطر بشكل مباشر تقريباً وتمارس أنشطة مزعزعة لاستقرار دول عديدة في المنطقة من خلال وكلائها من الميليشيات الطائفية.

تمكنت الميليشيات الموالية لإيران من الاستيلاء على معظم مناطق المعارضة السورية بغطاء جوي كثيف من الطيران الروسي وبتطبيق سياسة الأرض المحروقة. أدى ذلك إلى تهجير أكثر من نصف سكان سورية في أكبر عملية تهجير وتغيير ديموغرافي في العصر الحديث ترافقت مع توطين وتجنيس آلاف العائلات الشيعية من إيران والعراق ولبنان، أصبحت بعدها حملات التشييع وممارسة الطقوس الشيعية علنية في كل المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات وخاصة حواضر أهل السنة.

فقبل أسابيع، شهدت مدينتا دمشق وحلب السنّيتان مواكب شيعية ضخمة وطقوساً غريبة عن أهل المدينتين ضمت آلاف الأشخاص الغرباء الذين تم توطينهم مؤخراً أو جاؤوا خصيصاً للاحتفال بهذه المناسبة تحت غطاء ما يسمى ’السياحة الدينية”، كما انتشرت العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لأطفال سوريين يرددون شعارات طائفية في الحسينيات التي باتت منتشرة بكثرة مؤخراً في مؤشرٍ على مدى تأثير هذه المراكز على بنية المجتمع السنّي السوري وعلى دورها في تجنيد أعداد إضافية من ميليشيات الطائفية لخدمة الأهداف المستقبلية للمشروع الفارسي في المنطقة.

وهكذا استطاعت إيران بحفنة من الضباط الإيرانيين الاستيلاء على كل مفاصل الدولة السورية ومُقَدّرات البلد من خلال توظيف الحسينيات كمراكز لغسيل الأدمغة والتجنيد المذهبي.

كما باتت تراهن على مجموعات كبيرة من المتشيعين الجدد لزجهم في الحروب العبثية للإمبراطورية الفارسية الحالمة.

زر الذهاب إلى الأعلى