تعيينات ترامب تزلزل إيران ورسالة خامنئي للأسد تتعلق بالحرب التي لم تأتِ بعد !مصادر خاصة لـ ثقة.. قسد تعتقل 12 شاباً في منبج شرق حلبهل يتحقق حلم توحيد الجيش الحر الذي نادى به جميل الصالح في 2015؟عقوبات أمريكية تطال ضابطاً رفيعاً في جيش نظام الأسد وعائلتهالدفاع التركية: أنقرة تواصل مساعيها لتوطيد العلاقات مع دمشقلماذا تُعتبر المزة هدفاً متكرراً للقصف الإسرائيلي؟منهم سوريون.. إنقاذ 25 مهاجراً قبالة جزيرة كريت اليونانيةما الذي حدث مع الوفد الإيراني برئاسة “لاريجاني” في مطار بيروت؟روسيا تقترح مواقع جديدة لاجتماعات اللجنة الدستورية السوريةعقوبات أمريكية على 26 شركة مرتبطة بالقاطرجي لدعمها الحرس الثوري الإيراني والحوثيينحزب الله تحت الحصار في سوريا.. تصعيد إسرائيلي وأمريكي وتفتيش روسي صارمزارت دمشق سراً والتقت الأسد.. هل تُعيد غابارد ملف الصحفي أوستن تايس إلى طاولة التفاوض؟تفاصيل مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنانجيش العزة وجميل الصالح.. قصة تأسيس وبناء لأحد أبرز فصائل الثورة السوريةأنقرة: أمير قطر يزور تركيا غداً

العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا

بقلم: فراس علاوي

وكالة ثقة – خاص

يمكن تصنيف العلاقات الروسية الإيرانية على أنها تحالف هش
إذ دخلت الدولتان بتحالف سياسي وعسكري غير معلن بشكل واضح – أي لم يكن باتفاق موقع بين حكومتي البلدين، لكن أثره على الأرض بات واضحاً.

تلاقي الأهداف والمصالح بشكلها العام كان سبباً في التحالف الروسي الإيراني في سوريا، فكلا الدولتين هدفها الأساس هو الإبقاء على نظام الأسد بصورته الحالية والحفاظ على شكل الجيش والأجهزة الأمنية، هذه النقاط المشتركة كانت محاور لتلاقي القيادتين الروسية والإيرانية، حيث تحقق شبكة المصالح التي أنشأتها كل دولة داخل النظام السوري أهداف ومصالح الدولة التي تديرها وتدعمها، وبالتالي وبالرغم من التوافق الظاهري لتدخل الدولتين إلا أن إهتمام كل دولة في سوريا يختلف عن إهتمام الأخرى من حيث السيطرة والأهداف المرحلية للتدخل والأهداف والمطامع الاستراتيجية وأيضاً في طريقة تعاطي كل منهما من أجل تحقيق أهدافه.

ففي حين كانت العاصمة دمشق ومؤسساتها الأمنية هي الهدف الأول للروس كان محيط دمشق والمراقد الشيعية حول دمشق هي هدف الإيرانيين، وكما اتجهت أنظار إيران إلى الحدود مع لبنان في القصير والزبداني وحمص وأريافها وكذلك صوب الحدود العراقية السورية وطريق بغداد دمشق البري عبر البادية السورية وبالتالي السيطرة على الحدود العراقية السورية ومناطق شرق سوريا.

كان الروس يتجهون نحو السيطرة على الساحل حيث قاعدة حميميم مقر القيادة الروسية كما تضمن سيطرتهم سلامة تواجد القطع البحرية الروسبة وحركتها في المياه الإقليمية بكل يسر وسهولة ونحو الداخل وأطراف حمص وحماة من أجل حماية قواعدهم في العمق، باتجاه الساحل، وكذلك باتجاه مناطق الفوسفات والغاز في خنيفيس وتدمر وغيرها، بعد أن خسرت حقول النفط الأساسية التي سيطرت عليها الولايات المتحدة شرق سوريا.

هذا التحالف هو أقرب للتعاون التكتيكي منه للتحالف الاستراتيجي وذلك بسبب تشابه الأهداف المرحلية وإختلاف وربما تنافر الأهداف النهائية لكل منهما، حيث يعتبر المحافظة على عدم سقوط النظام السوري وإبقاؤه هدف مرحلي قريب لكلا الدولتين فيما تختلف الدولتان في رؤيتهما لمصالحهما على المدى الطويل في سوريا.

ففي حين يريد الروس بقاء طويل الأمد في سوريا وضمان مصالح روسيا الحيوية فيها وتواجد لها على المياه الدافئة “البحر المتوسط” وكذلك تسهيل نقل الغاز الروسي لأوربا عن طريق تركيا فسوريا، كما يريدون تواجداً دائماً يحقق لهم حضوراً فاعلاً في واحدة من أكثر المناطق الجعرافية سخونة من حيث التشابكات السياسية والجيوسياسية وحتى الأمنية والعسكرية وبالقرب من مناطق النفوذ الأمريكي وكذلك تأمين النطاق الجغرافي المحيط بروسيا إعتباراً من سوريا فتركيا وصولاً لحدودها الجغرافية، لذلك فإن اهتمام روسيا منصب على وجودها الحيوي والدائم في سوريا وبالتالي للحفاظ على هذا التواجد لابد من عقد اتفاقيات سياسية واقتصادية طويلة الأمد مع نظام الأسد طالما لايزال معترف فيه دولياً ولاتزال سوريا عضو في الأمم المتحدة، حيث وقعت الحكومة الروسية مع النظام السوري اتفاقية مرفأ طرطوس وشركة فوسفات خنيفيس، تم توقيع عقد استئجار مرفأ طرطوس من قبل الحكومة الروسية في نيسان 2019 ولمدة 49 عاماً، وتوقيع إتفاقية استثمار الفوسفات قبلها بعام قي نيسان 2018.

في الوقت الذي تبحث فيه الحكومة الروسية توقيع اتفاقيات لاستثمارات طويلة الأمد وبالتالي بقاء على المدى الطويل في سوريا، فإن الهدف الإيراني هو تحقيق مشروع إيران التوسعي في المنطقة وبالتالي فإن بقاء النظام السوري بشكله الحالي وعلى رأسه “بشار الأسد” ضرورة ملحة لتحقيق هذا المشروع وهو الربط البري بين الدول الأربع “إيران – العراق – سوريا – لبنان”، وبالتالي ضمان مايسمى (الهلال الشيعي) أيضاً يتطلب هذا المشروع البقاء الطويل الأمد في سوريا وبالتالي الحفاظ على نظامها السياسي وعقد اتفاقيات إقتصادية معه لفتر طويلة.

الضامن الأبرز لبقاء هذا التحالف “الروسي الإيراني” هو استمرار القتال والعمليات العسكرية والتي بتوقفها بدأت علامات تفكك هذا التحالف تظهر ومن مظاهر هذا التفكك، أولاً: “اللقاء الأمني في القدس بين أمريكا روسيا وإسرائيل، والتي كان هدفها التنسيق الأمني في سوريا وعدم الاحتكاك، أما الهدف غير المعلن فهو محاولة الولايات المتحدة وإسرائيل الضغط على روسيا من أجل فك ارتباطها مع إيران في سوريا، وإيجاد حد أدنى من التنسيق في حال استهداف الطيران الإسرائيلي والأمريكي مواقع إيرانية في سوريا.

وثانياً؛ التقارب الروسي التركي الذي استثنى إيران بعد أن كانت التوافقات حول مخرجات استانا بين الدول الثلاث الضامنة “تركيا روسيا وإيران” تم تهميش إيران لاحقاً خاصة بملف الشمال وإدلب، وذلك بعد لقاءات أردوغان بوتن والاتفاق حول إدلب مما جعل الإيرانيين يشعرون بأن هناك شبه توافق على إخراجهم من معادلة الشمال السوري.

وثالثاً؛ التنافس الروسي الإيراني حول الحصول على امتيازات في سوريا يجدها كلا الطرفان تعويضاً عن الخسائر التي لحقت به بسبب التدخل المباشر في سوريا، وهذا التنافس ظهر بوضوح في سعي كلا الطرفين لتحقيق أكبر قدر من المكاسب عبر اتفاقيات المرافئ والكهرباء والنقل، كذلك ظهر من خلال عمليات تجنيد الموالين لكل من الدولتين وكسب الولاءات داخل النظام السوري ومنظومتيه الأمنية والعسكرية،
تسبب غض البصر الروسي عن الاستهدافات المتكررة للمواقع الإيرانية في سوريا وتدخل روسيا المباشر جنوب سوريا، بإنزعاج وامتعاض في صفوف القادة الايرانيين وقد لمح عدد من قادة إيران العسكريين في تصريحات لهم بأن هناك رضى روسي عن استهداف الموقع الإيرانية، صرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله بيشة، معبراً غصب بلاده اتجاه روسيا لعدم تفعيل نظام الدفاع الجوي S300 الذي تم نشره في سوريا خلال العمليات الإسرائيلية على سوريا في 28 يناير 2019.

بالمحصلة فإن التحالف الروسي الإيراني هو تحالف مصلحي هش قد يتفكك عند أول إختبار جدي لهذا التحالف في سوريا، كما أصبحت إيران بشكلها الحالي عبء على الوجود الروسي في سوريا بسبب الفيتو والرفض الدولي للوجود الإيراني في سوريا بدعم وإيحاء من الولايات المتحدة وإسرائيل.

Back to top button