معشوقتي.. يسكنها الحزن ويلفّها الألـ.ـم وتدغدغ الأحلام أبنائها
معشوقتي.. يسكنها الحـ.ـزن ويلفّها الألـ.ـم وتدغدغ الأحلام أبنائها
وكالة-ثقة – فريق التحرير
قال أحد السائحين الأجانب عند زيارته سوريا قبل خمسين عاما؛ ” لكل منا أمّان..البلد الأصلي الذي ولدنا فيه وسوريا، إثر إعجابه بجمال طبيعتها، الآن نقول لك أيها السائح: لكل منّا ألمان..ألم الغربة، وألم العجز عن تحقيق أبسط الأماني…
نحن في سوريا “بلد الأحزان”، نحلم باقتناء قنينة زيت نباتي، ويحلم صغيرنا بعودة أبيه من المعتـ.ـقل ليخلّص أمه من دمعـ.ـات آخر الليل؛ حيث تختم يومها الشـ.ـاق بعد عمل متعب بتوسل لإله جبار؛ أن يعيد إليها زوجها، علّه يقاسمها الألـ.ـم ويزيد من شجاعتها للوقوف في وجه الحياة التي تصنفها أغلب النساء بالحياة العفنة.
في بلدي تحلم السيدة المسنة التي تجلس قرب خيمتها التي لاذت فرارا من قيظها؛ أن تشتمّ رائحة أرضها التي غرستها وزوجها كرزا ومحلب، وأن تعود إليها وتدفـ.ـن فيها قرب أهلها.
في وطني الذي يلفّه السواد طيلة عشرة أعوام تحلم السيدة أم مصطفى أن يعود الزمن للوراء لتجلس مع ابنها الشهـ.ـيد وتسعد برجولته، وأن تزفّه إلى عروسه التي رحل عنها تاركا إياها تكابد ألم الفـ.ـراق ومرارة العشق.
في بلدي تفنن الوجع، وفرش سطوته على الصغار قبل الكبار، فأصبح حلما صعـ.ـب المنال، إن كان في مجال التعليم أو الصحة أو إيجاد فرصة عمل حتى وإن كانت عتالة.
فيك يا وطني يغيب الأمـ.ـن والأمـ.ـان، وتحل السطوة والفـ.ـساد، وترى الشباب حفاة عـ.ـراة لأن الفقر استأثر بالحياة، وبسط جناحيه على كل الرجال حتى ليعـ.ـجز الرجل أن يأتي لأسرته برغيف الطعام…
إنه العجز والألم بامتياز…وطن تعشقه الأبناء في ظـ.ـل الاغتراب، ويحلمون يوما بتقبيل التراب رغم وجودهم بأرض الأمـ.ـن والاستقرار، حيث تصان فيها كرامة الإنسان…متى أراك يا وطني سيد المكرمات وحرا تعشقه الأنام …أنت عشقنا رغم المنغصات …دمـ.ـت لنا حبا مهما استفحلت الأحـ.ـزان بسطوة الطغاة…ولتعلم أيها الإنسان أن الأرض لا تتم دورتها دون نصر يعيد للأمة البهاء…