المفوضية الأوروبية: سوريا القديمة اختفت وسوريا الجديدة لم تولد بعدسوريا موحدة بدون “قسد”.. إليكم أبرز ما جاء في اجتماع وجهاء ديرالزور مع التحالف الدوليزيارات دبلوماسية متلاحقة.. بريطانيا وألمانيا وفرنسا تتحرك نحو سوريا الجديدةبدون محاسبة.. هل يمكن للحكومة السورية الجديدة أن تحقق السلام والتعايش المشترك؟ما تفاصيل الانسحاب الروسي من سوريا؟أحمد الشرع: خططنا واضحة لإعادة بناء سوريا وتحقيق تطور شاملالشرع يستقبل القائد العسكري أحمد رزق في دمشق.. ما تفاصيل اللقاء؟وزارة الإعلام تعلن عزمها محاكمة إعلاميي النظام المخلوعمناشدات لإنهاء خطر قناصي الليرمون9 دول تستأنف علاقاتها الدبلوماسية مع سورياروسيا تستعد لسحب عتادها العسكري من سورياهروب الأسد من سوريا.. تفاصيل مثيرة عن الساعات الأخيرةشادي حلوة ورفاقه.. تملق مستمر أم تكيف مع الواقع الجديد؟إسرائيل تكشف تفاصيل انتشار قواتها في جنوب سورياإليكم موعد عودة التعليم في المدارس والجامعات

النشاط الإيراني في سوريا قبل العام 2011

النشاط الإيراني في سوريا قبل العام 2011

بقلم: فراس علاوي

وكالة ثقة

اعتمدت إيران في علاقاتها مع سوريا على الفاعلية بعدة قطاعات عبر التوسع في عمليات الدعوة للمذهب الشيعي مستغلة بعض الأطراف الموالية لها والمقربة منها ومن السلطة في سوريا، وفي سبيل هذا التوسع عملت إيران على إنشاء المراكز الثقافية التي ظاهرها ثقافي وباطنها دعوي , أنشئ أول مركز ثقافي إيراني في دمشق عام 1983 تتبع جميعها للملحقية الثقافية للسفارة الإيرانية والتي تعتبر مركز لعمليات التشييع والغزو الثقافي الإيراني في سوريا، ومن ثم إنشاء عدد كبير من الجمعيات الدعوية أبرزها جمعية الإمام المرتضى التي أنشأها جميل الأسد الأخ الأكبر لحافظ الأسد كجمعية اجتماعة هدفها دعم المشروع الإيراني التوسعي في سوريا من خلال التغلغل داخل المجتمع السوري وأخرها كان جمعية البستان “الخيرية” التي أسسها رامي مخلوف وهي تحمل ذات الأهداف التي تحملها جمعية الإمام المرتضى.

كذلك استخدمت إيران ذريعة الحفاظ على المقامات الشيعية ودعمها وترميمها كمقام السيدة زينب ورقية بنت الحسين في دمشق ومقامات أخرى في حلب والرقة، كما أنشأت عدد من الحوزات العلمية منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي وصل عددها مايقارب 70 حوزة علمية “الحوزات مدارس لتعليم المذهب الشيعي ونشر فكر الإمام الخميني” وتعمل بذات الوقت عاى استقطاب الشباب لاعتناق المذهب الشيعي.

كما دعمت قيام مدارس دينية تدرس المذهب الشيعي، إذ أنشأت إيران بين عامي 2017 و2018 فروعاً لجامعاتها في دمشق تدرس المذهب الشيعي عبر اتفاقيات مع وزارة التعليم العالي في النظام السوري، كما ودعمت تشكيل هيئات شعبية تقدم خدمات اجتماعية وإغاثية وترفيهية، حيث إزداد نشاطها في مناطق سيطرة المليشيات الإيرانية كمدن حلب وديرالزور ودمشق.

إضافة لمحاولات إختراق المجتمع السوري ونشر التشيع عبر شبكات اجتماعية تابعة لها والكثير من الممارسات حاولت السلطات الإيرانية ربط سوريا بعدد كبير من الاتفاقيات السياسية والثقافية والاقتصادية من خلال زيادة التبادل التجاري بين الطرفين واعتماد سوريا بشكل كبير على المنتجات الإيرانية “نتيجة السياسات السورية التي تسببت بعقوبات على الدولة السورية كانت إيران منفذا للتهرب من العقوبات”، إذ وصلت قيمة المبادلات الاقتصادية بين الطرفين حدوداً لم تصل لها من قبل مركز الجزيرة للدراسات 2_7_2015 العلاقات الاقتصادية بين إيران والنظام السوري مؤشرات الاحتلال.

أبرز هذه الاتفاقيات اتفاقية خط أنابيب الغاز الطبيعي التي تمر من “طهران – بغداد” وصولاً لدمشق بقيمة 10 بلايين دولار وذلك لنقل الغاز الطبيعي الإيراني عبر سوريا إلى البحر المتوسط فأوربا، وكان أخرها ما أطلق عليه “اتفاقية التعاون الاقتصادي الاستراتيجي طويل الأمد”، والذي شمل اتفاقيات بمختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والتي أكدت همينة إيران على الاقتصاد السوري والمجتمع السوري عبر اتفاقيات أخرى ثقافية وتعاون فني وسينمائي الخ …

التطور الأكبر في العلاقات السياسية والعسكرية بعد وصول بشار الأسد للحكم حيث اعتمد جيش النظام السوري على مستشارين عسكريين إيرانيين وأصبحت سوريا مسرحاً للضباط الإيرانيين لتدريب حزب الله اللبناني وفصائل المقاومة الفلسطينية “حماس والجهاد الإسلامي” كذلك فإن مهندسين عسكريين وضباط إيرانيين كانوا يقومون بزيارات دورية لدمشق كما وصل التعاون الأمني والاستخباراتي لصورة متقدمة بين الطرفين.

هذا التدخل الإيراني قبل إنطلاق الثورة السورية جعل من الوجود الإيراني في سورياً أمراً طبيعياً ومن تدخلهم السريع والمباشر لدعم النظام السوري بعد إنطلاق الثورة السورية أمراً متوقعاً وهو ماحصل فعلاً.

العلاقات السورية الإيرانية بعد العام 2011

بسبب هذا التواجد الإيراني في سوريا ومع إنطلاق ثورات الربيع العربي وإدراك النظام السوري أن مد الربيع العربي سيصله عاجلاً أم أجلاً لذلك كان لابد من اتخاذ احتياطات وتدابير تمنع وصوله لسوريا ومن هذه الإجراءات كان التنسيق الأمني مع إيران والتجهيز لقمع أي تحرك ضد النظام السوري

بدأ الدعم الإيراني قبيل إنطلاق الثورة السورية، إذ اتهمت السلطات الإيرانية الحكومة المصرية بتاريخ 17 فبراير 2011 بعرقلة مرور سفينتين إيرانيتين متجهتان لسوريا وهما يحملان شحنة من الإسلحة – قيل حينها أنها كانت تحمل أدوات من تلك التي تستخدمها الشرطة لقمع المظاهرات كالهراوات والقنابل المسيلة للدموع والعصي الكهربائية وغيرها – هذه الحمولات ذاتها حذر وزير الخارجية الاسرائيلي حينها أفيدور ليبرمان من مرورها قبل يومين من ذلك

كما نقلت في وقت لاحق وبعد سنوات وكالة فارس تصريحات نقلها الأمين العام لمجلس صيانة الدستور أحمد جنتي على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي وصفه للقتال في سوريا أنه “حرب جبهة الإسلام ضد الكفر” جاء ذلك في حفل تأبين 46 مقاتلاً إيرانياً قتلوا في سوريا منتصف العام 2016.

كما قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني بأن التدخل الإيراني في سوريا يأتي بدافع قومي.

وفي نوفمبر 2015 قال يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني إن إيران هي من تقود الحرب في سوريا وأن مشاركة الحرس الثوري الإيراني في القتال مصيرية للغاية.

من ناحية أخرى، يقسم التدخل الإيراني في سوريا إلى ثلاثة أشكال للتدخل “سياسي – اقتصادي – عسكري”.

– سياسياً
قدمت إيران منذ اليوم الأول للثورة السورية دعماً سياسياً غير محدود للنظام السوري عبر دعم سياسي ودبلوماسي وإعلامي /سخرت قناة العالم الإيرانية معظم برامجها لدعم نظام الأسد إعلامياً وتبني روايته التي يقدمها للعالم حول مايجري في سوريا، كما دعم السياسيون الايرانيون نظام الأسد عبر مواقفهم المدافعة عنه، حيث يرى النظام الإيراني أن سقوط النظام في سوريا هو سقوط للمشروع الإيراني في المنطقة إذ تشكل سوريا صلة الوصل لتحقيق المشروع الايراني

بدأ الدعم السياسي منذ اليوم الأول لإنطلاق الثورة السورية من خلال الحراك الدبلوماسي والزيارات الدبلوماسية للمسؤولين الإيرانيين إلى دمشق من أجل تقديم الدعم والمشورة للنظام السوري من جهة وتشكيل تحالفات سياسية من خلال الضغط على الأنظمة التي تدور في فلك المحور الإيراني لدعم نظام الأسد كالحكومة العراقية واللبنانية وذلك من أجل تشكيل محور داعم له كما عملت إيران على دعم الموقف الروسي من نظام الأسد من خلال إقامة تحالف روسي إيراني على الأرض السورية /كان الدعم الروسي ضرورياً من أجل الدفاع عن النظام في مجلس الأمن والأمم المتحدة في ظل الحصار المفروض على إيران وعدم قدرتها على التحرك دولياً / هذا الدعم السياسي كان بالتوازي مع دعم اقتصادي وعسكري للنظام للحيلولة دون سقوطه.

– اقتصادياً
قالت جيسي شاهين المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي مستورا /قناة الحرة 23 فبراير 2020 / أن تقديرات الأمم المتحدة بشأن متوسط الإنفاق الإيراني السنوي في سوريا بلغ 6 مليارات دولار سنوياً، وبالتالي فإن التقديرات تشير إلى أن مجموع المساعدات الإيرانية الاقتصادية عبر الاتفاقيات الاقتصادية أو الإنفاق على مشاريع دعم ومساعدة للنظام السوري وصل مبلغ 48 مليار دولار تقريباً منذ إنطلاق الثورة السورية بالإضافة للخط الإئتماني المفتوح الذي وفرت من خلاله إيران والحكومة العراقية الدعم المالي للنظام السوري.

ازداد الدعم الإقتصادي لحكومة النظام السوري بشكل ملحوظ بالرغم من العقوبات الأمريكية على كلا البلدين ويعتبر تزويد إيران للنظام السوري بالنفط والغاز أبرز أشكال الدعم الاقتصادي بالمقابل فإن إيران سيطرت على معظم اتفاقيات إعادة الإعمار كما وقعت عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية مع النظام السوري أبرزها بسط إيران سيطرتها على إدارة ميناء اللاذقية في محاولة منها للوصول للبحر المتوسط و كما عقدت إيران خلال الفترة مابعد العام 2011 عشرات الاتفاقيات الاقتصادية في جميع المجالات أبرزها مجالات الطاقة وإعادة الإعمار والاتصالات والتكنولوجيا وبذلك تكون إيران قد كبلت النظام السوري باتفاقيات اقتصادية تضمن لإيران تواجد مستقبلي في عملية إعادة الإعمار المفترضة -التواجد الإيراني مرهون بالتوافقات السياسية على الحل في سوريا.

هذا الدعم الاقتصادي هو أحد أسباب استمرار النظام السوري في حربه على الشعب السوري من خلال توفير دعم مالي لمقاتليه ومليشياته وكذلك توفير الوقود لألته العسكرية.

ويبقى التدخل العسكري الإيراني هو الأكثر تأثيراً لذلك سيكون له مقال منفرد

زر الذهاب إلى الأعلى