هطولات مطرية تضر بالكمون والمحاصيل الصيفية شمالي سورياالعثور على عائلة سورية مقتولة داخل منزلها في تركياوفاة شابين سوريين غرقًا في لبنانرئيس مجلس فرع نقابة المحامين الاحرار بحلب يتوجه إلى بروكسل محملاً بقضايا الثورة السورية”الفصائل المعارضة ” تستولي على دبابة للنظام غربي حلبهدوء وحظر تجول في جرابلس بعد اشتباكات إثر خلاف عشائريالنظام السوري يتجاهل وفاة محمد فارس.. تعازٍ أمريكية- ألمانيةسوريون يشيّعون محمد فارس إلى مثواه الأخير بريف حلبتنظيم “الدولة” يتبنى استهداف عناصر “لواء القدس” في حمصجعجع: 40% من السوريين في لبنان “لاجئون غير شرعيين”فجر الجمعة… قصف إسرائيلي يطال مواقع النظامإسرائيل أجّلت استهداف إيران.. طهران استعدت في سوريامأساة في دمشق: وفاة 4 أشخاص من أبناء الحسكة في جريمة قتل مروعةبرشلونة يواجه مشكلات عقب الخروج من دوري الأبطال

بين التهديدات الروسية…. والبحث عن بدائل…. هل ستعاني أوروبا شتاء قارساً

بين التهديدات الروسية…. والبحث عن بدائل…. هل ستعاني أوروبا شتاء قارساً

الكاتب: حسن المروان

وكالة ثقة

تعتبر روسيا من الدول الهامة الموردة لأسواق النفط والغاز في العالم، وتعد ثالث أكبر دولة منتجة للنفط بعد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، حيث بلغ انتاجها من النفط في عام 2020 حوالي 7.10 مليون برميل
كما احتلت روسيا المرتبة الثانية كأكبر منتج للغاز الطبيعي بعد الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك بإنتاج 5.638 مليار متر مكعب (2021 BP ) كما تمتلك روسيا أيضاً أكبر احتياطيات مثبتة في العالم حسب أرقام الأوبك التي وضعت روسيا بــ” الترتيب الأول ” بتقديرات تصل إلى ( 49 تريليون متر مكعب )1
وتصدّر روسيا غازها الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عبر 3 خطوط أنابيب رئيسية، تمثل نحو (16 مليار قدم مكعب يومياً) من سعة خطوط أنابيب التصدير، بحسب بيانات عملاق النفط الروسي (Gazprom)
و فيما يلي بعض التوضيحات عن خطوط أنابيب الغاز الروسية إلى أوروبا:
1) نورد ستريم 1 Nord Stream 1) ):
 يعد أطول خط أنابيب تحت البحر في العالم يبلغ طول الخط 1,222 كيلومتراً ينقل من خلاله الغاز الطبيعي من مدينة فيبورغ عبر بحر البلطيق في روسيا إلى مدينة غرايفسفالد في ألمانيا.
 كما يعد أكبر خط أنابيب من ناحية الكمية إذ بلغت طاقته المبينة على لوحة بياناته عام 2021 (59.2 مليار متر مكعب).
 يمر الخط عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا وهولندا وفرنسا والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى.
2) نورد ستريم 2 Nord Stream 2) ):
 وهو خط أنابيب ثانٍ مزدوج بالحجم نفسه تم استكماله في عام 2021، كان من المقرر أن ينقل 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي.
 لكن هيئة تنظيم الطاقة الألمانية والمملكة المتحدة رفضت اعتماد تشغيله وتعليق عمله بسبب:
 غزو روسيا لأوكرانيا.
 ولأن الخطوط الحالية كانت تعمل بنصف طاقتها فقط.
 بسبب عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، بعد ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2015.
3) يامال-أوروبا ( (Yamal–Europe:
 يبلغ طول هذا الخط 4.196 كم يمر عبر أربع دول وينطلق من (روسيا إلى بيلاروسيا وبولندا وألمانيا)
 هذا الخط تبلغ طاقته الإنتاجية من الغاز سنوياً (33 مليار متر مكعب)، ويمكن أن يعمل في الاتجاه المعاكس أيضاً أي في اتجاه الشرق، مرسلاً الغاز من ألمانيا إلى بولندا.
منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا، تسعى دول الاتّحاد الأوروبي لتقليص اعتمادها الكبير على الغاز الروسي إذ تعتمد أوروبا على روسيا في حوالي 40% من غازها الطبيعي، بلغ إجمالي الإمدادات الروسية إلى أوروبا عام 2021 حوالي (155 مليار متر مكعب) وهي على الشكل التالي2:
الدول نسبة اعتمادها على الغاز الروسي
جمهورية شمال مقدونيا والبوسنة والهرسك ومولدوفا تعتمد على إمدادات الغاز الروسي بنسبة تجاوزت الـ 90 %
فنلندا ولاتفيا وصلت نسبة اعتمادها على الغاز الروسي هذا العام 89%
بلجيكا 77%
ألمانيا 49%
إيطاليا 46%
بولندا 40%
فرنسا 24%
هولندا 11%
ورومانيا 10%
جورجيا 6%
إيرلندا وأوكرانيا لا تعتمدان نهائيا على الغاز الروسي من عام 2015 فهما تشتري الغاز الطبيعي من الاتحاد الأوروبي
المملكة المتحدة  تسحب نصف إمداداتها من حقول الغاز المحلية.
 وتستورد الباقي من قطر والنرويج ثاني أكبر مورد لأوروبا
إسبانيا  تستورد من غازها من الولايات المتحدة.
 الجزائر فما يقرب من 45٪ من الغاز الذي تستورده إسبانيا وتستهلكه يأتي من الجزائر

يسعى الاتحاد الأوربي إلى اللجوء إلى وسائل عديدة تقوم على تنوع مصادر الطاقة وأهمها الغاز من الدول المصدّرة: (أمريكا – قطر – النرويج – استراليا – كندا – الجزائر – نيجريا – مصر – كوريا الجنوبية – اليابان)، إذ يعمل على توفير خيارات إمداد بديلة وبناء شبكة غاز أوروبية متصلة ببعضها بحيث يمكن تقاسم الإمدادات لتعويض النّقص الحادّ في الإمدادات الروسية.
وفيما يلي تفصيل لأهم البدائل والخيارات أمام أوروبا لسد احتياجاتها من الغاز:
 تعد ألمانيا إلى حد بعيد أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا وبالتالي حصلت ألمانيا على ضمان من مستوردي الغاز الألمان الرئيسيين للحفاظ على الإمداد بمحطتين عائمتين للغاز الطبيعي المسال اعتبارًا من هذا الشتاء، تضمن مذكرة التفاهم المبرمة مع Uniper و RWE وEnBW / VNG توريد وحدتي التخزين وإعادة التحويل إلى غاز عائم (FSRU) يلتزم مستوردو الغاز بالتسليم المؤكد لهذا الشتاء عبر هذا البروتوكول، يتم تقسيم أحجام الغاز بالتساوي بين المستوردين Uniper (35٪)، RWE (35٪) وEnBW / VNG (30٪) فقد لاحظ تمكن المستوردون الألمان حتى الآن من إمداد أنفسهم بالسوق العالمية إذ تقدر شحنات الغاز الطبيعي المسال الألمانية بحوالي 500 مليار متر مكعب سنويًا3، كما تسعى ألمانيا لبناء 5 محطات من محطات الغاز الطبيعي المسال الخاصة بها محليًا في غضون عامين فقط.

 تتطلع ألمانيا إلى استيراد الغاز الطبيعي من قطر وشراء الغاز من بريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط الأنابيب.

 ستعمل بعض الدول الأوربية على الاعتماد على ” الميثان الحيوي” الغاز الحيوي المصنوع من نفايات المزارع والحيوانات الميتة والمواد النباتية، والسماد، والصرف الصحي، والنفايات العضوية محل الوقود الأحفوري الروسي.

 بريطانيا لا تعتمد على الغاز الروسي وبالتالي ستقوم بالتصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب حتى أن شركة سنتريكا البريطانية (Centrica) أبرمت اتفاقاً مع شركة إكوينور النرويجية (EquinorASA) لزيادة الإمدادات لمدة 3 فصول من الشتاء المقبل.

 يعمل جنوب أوروبا أيضاً على استقبال الغاز الأذربيجاني عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وخط أنابيب الغاز الطبيعي عبر تركيا.

 أعلنت الولايات المتحدة إنها تستطيع توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام4.

 ستسعى بعض الدول على سد فجوة الغاز من خلال تعزيز وزيادة القدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية.

 أبدت هولندا جاهزية كاملة في حالة القطع الكامل للإمدادات الروسية بأنه من الممكن اللجوء لحقل خرونينجن الهولندي لمساعدة الدول المجاورة لكن زيادة الإنتاج قد تتسبب في حدوث زلازل.

 تهدف إسبانيا إلى أن تصبح “محورًا” للطاقة في أوروبا وبذلك تعمل على إحياء مشروع خط الغاز عبر جبال البرانس يسمح بتدفق ما يصل إلى (6.5 مليار متر مكعب) من الغاز سنويا بين بولندا والنرويج ستستورد شركة PGNiG البولندية من الغاز الطبيعي من النرويج في عام 2023 كما قامت بتشغيل وصلة غاز جديدة بين بولندا وسلوفاكيا الأسبوع الماضي.

 بدأت رومانيا استخراج رواسب الغاز من البحر الأسود مع شركة «البحر الأسود للنفط والغاز «BSOG الرومانية مدعومة بشركة الأسهم الخاصة الأميركية «كارلايل غروب «LP والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أول عملية تطوير بحري جديدة يشهدها البحر الأسود منذ 30 عامًا.

 الجزائر تؤمّن نحو 11 في المائة من استهلاك القارّة الأوروبية للغاز الطبيعي، وقد توصّل رئيس الحكومة الإيطاليّة ماريو دراغي في 18 يوليو إلى اتفاق مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقيمة 4 مليارات دولار، يقضي بالتعاون في مجال الطّاقة وزيادة صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا، لتصبح الجزائر أكبر مورّدي إيطاليا بالغاز، متقدّمة بذلك على روسيا5.
 استعداد السنغال لإمداد السوق الأوروبية بالغاز الطبيعي المسال وأوضحت صحيفة «لوموند الفرنسيّة»، أنّه من المفترض أن تنتج حقول السّنغال المشتركة مع موريتانيا في المحيط الأطلسي 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً ابتداءً من الربع الأخير من العام 2023، ثم 10 ملايين طن من عام 62030.

 اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة المتجددة، وكفاءة التدفئة، وأسطح المنازل الشمسية والمضخات الحرارية فتهدف مثلاً ألمانيا إلى تسريع نمو الطاقة الشمسية بالإضافة إلى مشاريع طاقة الرياح البرية والبحرية.

 قد تكون ليبيا أيضًا قادرة على المساعدة، في ضوء إنتاجها القوي من الغاز وقربها من القارة.

 تتطلع بعض دول أوروبا على إعادة تنشيط محطات الفحم القديمة التي تم إيقاف تشغيلها يعتبر الفحم أسوأ وقود أحفوري وأقذرها لكن يتم وضعه كإجراء احترازي.

 ستسعى بعض الدول الأوربية لتعويض النّقص بإمدادات الغاز الرّوسيّة من خلال زيادة الإنتاج الذاتي، فمثلاً قامت الدنمارك التي زادت من إنتاجها عبر الاستعانة بحقول حديثة العهد في بحر الشمال.

 من الموردين الجدد أيضاً أذربيجان، تمتلك أذربيجان احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي يصل إلى( 1.3 تريليون متر مكعب ) حيث سيصل المزيد من الغاز منها مستقبلاً، وسط توقعات بأن تتضاعف عمليات التسليم إلى الاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس المقبلة، لكن يجب على الاتحاد الأوروبي الاتفاق أولاً مع تركيا والحصول على موافقتها حال رغب في الاستفادة من كميات إضافية من الغاز الأذري، نظراً لوجود اتفاقية موقعة بين باكو وأنقرة بشأن خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول “تاناب”، تنص على أن تركيا هي صاحبة الأولوية في الاستفادة من أي سعة إضافية لخط الأنابيب.
الاتحاد الأوروبي متوجه نحو التصعيد مع روسيا، وتفجير خط “نورد ستريم” يضعف احتمالية حدوث أي اتفاق مستقبلي أو تقارب روسي أوربي ، ومن المتوقع أمام الأوروبيين الكثير من الوقت لتعويض( 150 مليار متر مكعب) من الغاز الروسي خلال الفترة المقبلة، فالكميات الفائضة والمتوفرة من الغاز في السوق العالمية صحيح انها لا تكفي جميعها لتغطية 45 % من حصة روسيا من الواردات الأوروبية، لكن أوروبا تعمل على إيجاد حلول وخطط مبتكرة من شأنها تخفيف حدة الأزمة من خلال الإمدادات من دول إنتاج الأخرى، يراهن الاتحاد الأوروبي على قدرته على الصمود شتاءً وعلى مدى فعالية البدائل المطروحة ويراهن على قدرته في إزالة العقبات أمام هذه البدائل…
قائمة المراجع:
o How Europe can cut natural gas imports from Russia significantly within a year”. الوكالة الدولية للطاقة. 2022-
o 2 رسم بياني عن قائمة بأسماء الدول المستوردة للغاز الروسي وبأي نسبةEuropean Commissioner for Energy / Statista. CC4.0.
o 3 https://energynews.pro/ar/%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF…
o 4Production of Crude Oil including Lease Condensate 2022″، إدارة معلومات الطاقة الأمريكية
o 5 اجتماع القمة الجزائرية – الإيطالية 26 مايو/أيار.
o 6 الشرق الأوسط جريدة العرب الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى