موقع بريطاني يكشف عن حرب اغتيالات ومخطط مخابراتي لنظام الأسد في بلدة “كناكر”
سلط موقع “ميديل إيست آي” المختص بتغطية الأحداث في الشرق الأوسط الضوء على عمليات التصفية المستمرة بحق الشخصيات المهمة ببلدة “كناكر” قرب مدينة دمشق جنوب البلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير إن عميدا في فرع المخابرات العسكرية 215 يدعى “المهندس” قام بتجنيد “عبدو الحوري” وهو قيادي سابق بالجيش الحر معروف باسم “البري” وكلفه بمهمة تشكيل فريق من 12 عميلًا لاغتيال 22 من قادة المجتمع المدني في البلدة.
وبحسب التقرير فإن بعض المتهمين بالاغتيال هم شيوخ مؤثرون قادوا مفاوضات بين قوات المعارضة والنظام قبيل سيطرته على كناكر بالإضافة إلى عناصر سابقين بالجيش الحر ممن رفضوا الخروج إلى إدلب.
وذكر التقرير حادثة اغتيال وقعت في آذار/ مارس من عام 2016 عقب سيطرة نظام الأسد على كناكر مشيرا إلى حدوث غضب شعبي عارم حينها حيث قام عدد من الأهالي بهدم منازل ثلاثة أشخاص متهمين بتنفيذ عملية القتل قبل أن يهربو إلى خارج البلدة وهو مادفع المخابرات العسكرية لإصدار قائمة تضم أسماء 100 شخص من الثوار السابقين لاعتقالهم.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية القرية الاستراتيجية لقربها من دمشق ووقوعها على طرق مهمة باتجاه كل من درعا والقنيطرة.
واستشهد التقرير بأرقام أصدرها مكتب توثيق شهداء درعا تؤكد وقوع 105 محاولة اغتيال في الجنوب السوري استهدفت في الغالب ثوار سابقين وأسفرت عن مقتل 66 شخصا.
إقرأ أيضا:
إيران تفتتح مركزا تشييعيا جديدا على أطراف دمشق
وأوضح التقرير أن النظام اعتمد على تجنيد الأشخاص سيئي السمعة ممن كانوا في صفوف الثوار لكنهم غير فعالين في القتال وكانوا يهدفون إلى جمع الأموال وقد سعت المخابرات العسكرية إلى إحداث فتنة وزعزعة المجتمع بكناكر بهدف تسهيل السيطرة عليه والتخلص من المعارضين.
وأكدت الصحيفة وجود خلافات بين كل من فرع سعسع-220 المنوط به إدارة المنطقة وفرع المخابرات العسكرية 215 حيث لم يتقبل فرع سعسع تدخل الأخير وهو ماقد يكون سببا لمحاولة تصفية العميد “طلال العلي” رئيس فرع الملاحقات في شهر آذار الماضي قرب سعسع.
وكان النظام السوري قد وضع ثقله العسكري في محيط دمشق منذ بداية الثورة نظرا للأهمية الاستراتيجية إلا أنه لم يتمكن من تامين نفسه في العاصمة إلا بعد التدخل الروسي.